منتديات MOLLABORJAN

منتديات MOLLABORJAN (http://mollaborjan.com/vb/index.php)
-   القسم الإسلامي = Islamic Section (http://mollaborjan.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   العمر دقائق وثوان (http://mollaborjan.com/vb/showthread.php?t=2149)

دموع الفراق 12-03-2012 01:10 PM

العمر دقائق وثوان
 
http://www10.0zz0.com/2011/04/06/10/785970326.gif



العمر دقائق وثوان

قال الله تعالى
" كل نفس ذائقة الموت "

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مالي وللدنيا ما انا في الدنيا الا كعابر سبيل استظل تحت شجرة ثم راح و تركها

أن الإنسان قد انطلق في رحلته في هذه الحياة منذ لحظة الولادة إلى لحظات الموت، وفي كل دقيقة يبتعد عن نقطة البداية، ويقترب من هدفه وغايته، وهؤلاء هم أبناء الدنيا وصنف آخر جعلوا الآخرة هدفهم وغايتهم، وتعاملوا مع الدنيا كوسيلة للآخرة، فأخذوا ما يعينهم على الفوز بالآخرة، وتركوا ما يعيقهم عن ذلك.

ولنا في الاخر مكان ضيق يضم بين جوانبه جثث الموتى ، و هو موطن العظماء ، و الحقراء ، و الحكماء ، و السفهاء، و منزل الصالحين والسعداء ، و هو إما روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النار، و إما دار كرامة و سعادة ، أو دار إهانة و شقاوة .. فواعجبا لذوي القربى كيف يتقاطعون و يتحاسدون و هم يعلمون أنهم إلى القبور صائرون؟!!

ثم واعجبا للحكام كيف يظلمون و يطغون و هم يعلمون أنهم غدا في اللحود مقيمون ؟!

يموت الصالحون و يموت الطالحون.
يموت المجاهدون ، و يموت القاعدون .
يموت الشجعان الذين يأبون الضيم ..
و يموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن ..
يموت ذوو الاهتمامات الكبيرة ، و الأهداف العالية.
و يموت التافهون الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص ..
يموت الحكام ، و يموت المحكومون ..
يموت الأغنياء ، و يموت الفقراء.

الكل يموت (( كل نفس ذائقة الموت ))

ليلتان اثنتان يجعلهما كل مسلم في مخيلته ، ليلة في بيته ، مع أطفاله و أهله ، منعما سعيدا ، في عيش رغيد ، و في عافية و صحة ، يضاحك أولاده و يضاحكونه، و الليلة التي تليها مباشرة أتاه فيها ملك الموت ، فوضع في القبر وحيدا منفردا.

أول ليلة في القبر بكى منها العلماء .. و شكى منها الحكماء ، و صنفت فيها المصنفات .

أتي بأحد الشعراء و هو في سكرات الموت ، لدغته حية ، و كان في سفر ، فنسي أن يودع أمه ، و أباه ، و أطفاله، و إخوانه ، فقال قصيدة يلفظها مع أنفاسه، يقول و هو يزحف إلى القبر :
فلله دري يــــوم أترك طائعا بَنيَّ بأعلى الرقمتين و داريا
يقولون لا تبعد و هم يدفنوني و أين مكان البعد إلا مكانيا
يقول كيف أفارق أولادي في هذه اللحظة ؟! لماذا لا أستأذن أبوي؟ أهكذا تختلس الحياة ؟! أهكذا تذهب ؟! أهكذا أفقد كل شئ في لحظة ؟! و يقول أصحابي و الذين يتولون دفني : لا تبعد ، أي لا أبعدك الله ، و هل هناك أظلم من هذا المكان ؟! ((حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون . لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون))

كلا .. آلآن تراجع حسابك ؟! آلآن تكف عن المعاصي ؟! يا مدبرا عن المساجد ما عرفت الصلاة ، يا معرضا عن القرآن ، يا منتهكا لحدود الله ، يا ناشئا في معاصي الله ، يا مقتحما لأسوار حرمها الله .. آلآن تتوب؟! أين أنت قبل ذلك؟!

أتى أبو العتاهية يقول لسلطان من السلاطين ، غرته قصوره ، و ما تذكر أول ليلة ينزل فيها القبر. هذا السلطان بنى قصورا عظيمة في بغداد ، فدخل عليه أبو العتاهية يهنئه على تلك القصور، فقال له
:
عش ما بـدا لك ســالما في ظل شاهقة القصور
يجري عليك بما أردت مع الغـدو مـع البكــور
يقول عش ألف سنة ، ألفين ، ثلاثة ، سالما من الأمراض و الآفات ، يتحقق لك ما تريده من طعام و شراب و لذة.
و لكن ماذا بعد ذلك :
فإذا النفوس تغرغرت بزفير حشرجة الصدور
فهنــاك تعلــم مــوقنا ما كنت إلا فـي غــرور
فبكى السلطان حتى أغمي عليه.

هذا عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ، كان أميرا من أمراء الدولة الأموية ، يغير الثوب في اليوم أكثر من مرة ، الذهب و الفضة عنده ، الخدم و القصور ، المطاعم و النشارب ، كل ما اشتهى و طلب و تمنى تحت يده، و عندما تولى الخلافة ، و أصبح مسئولا عن المسلمين ، انسلخ من ذلك كله ، لأنه تذكر أول ليلة في القبر.

وقف على المنبر، فبكى يوم الجمعة ، و قد بايعته الأمة ، و حوله الأمراء و الوزراء ، و العلماء ، و الشعراء ، و قواد الجيوش ، فقال: خذوا بيعتكم ، قالوا : ما نريد إلا أنت ، فتولاها و هو كاره ، فما مر عليه أسبوع إلا و قد هزل و ضعف و تغير لونه، ما عنده إلا ثوب واحد ، قالوا لزوجه: مال عمر ؟ قالت : و الله ما ينام الليل ، و الله إنه يأوي إلى فراشه ، فيتقلب كأنه ينام على الجمر ، يقول : آه آه ، توليت أمر أمة محمد صلى الله عليه و سلم ، يسألني يوم القيامة الفقير و المسكين ، الطفل و الأرملة.
قال له العلماء : يا أمير المؤمنين ، رأيناك و أنت في مكة قبل أن تتولى الملك ، في نعمة وفي صحة و في عافية ، فمالك تغيرت ، فبكى حتى كادت أضلاعه تختلف ، ثم قال لهذا العالم و هو ابن زياد : كيف يا بن زياد لو رأيتني في القبر بعد ثلاثة أيام ، يوم أجرد من الثياب ، و أتوسد التراب ، و أفارق الأحباب ، و أترك الأصحاب، كيف لو رأيتني بعد ثلاث .. و الله لرأيت منظرا يسوؤك . فنسأل الله تعالى حسن العمل...








أعجبك الموضوع...لا تقل شكرا...ولكن قل ...اللهم أغفر له و أرحمه وتجاوز عن سيئاته وأجعله من المحسنين

محمدنجيب 30-07-2012 04:33 AM

رد: العمر دقائق وثوان
 
بارك الله فيك اخى:ff:


All times are GMT -8. The time now is 12:38 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Monetize your links - adf.ly
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

سنتر العرب لخدمات الويب

استضافة و دعم Centerarabs.com