نهاية العالم (13)
 

نهاية العالم (13)

عبد الرحمن بن ندى العتيبي

19- قتال اليهود والانتصار عليهم: من علامات الساعة أن يقاتل المسلمون اليهود فتكون الغلبة للمسلمين ويمكنون من اليهود ويعجز اليهود عن التمكن من الهروب لأن كل شيء سيخبر عن مكان اختبائهم إلا شجر الغرقد، فيسخّر الحجر لمساعدة المسلمين ويتكلم الحجر ويقول: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله، ويتم القضاء عليهم جزاء إفسادهم في أرض الله. عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله» [رواه البخاري ومسلم].

وفي هذا الحديث البشارة بأن دين الإسلام سيظل قائما ظاهرا إلى آخر الزمان ولن تستطيع قوى الشر وإن تحالفت على إزالته مهما طالت مدة سيطرت وهيمنة أهل الكفر على العالم وفي الحديث دعوة إلى التفاؤل وعدم الانهزام النفسي فالعاقبة ستكون لأهل الإسلام فإن لهم الغلبة على اليهود والتمكن منهم في نهاية الأمر، ولعله ان شاء الله أن يكون تجمع اليهود في فلسطين فيه الدلالة على قرب وقوع ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون في تجمعهم من كل مكان وقصدهم للاستيطان في فلسطين إيذاناً بهلاكهم على أيدي المسلمين ولقد آذوا المسلمين وسفكوا الدماء ومارسوا الظلم والقهر والله جل وعلالهم بالمرصاد -إن ربك لبالمرصاد- فالله يمهل ولا يهمل وهو يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. وقد سبق أن مكّن الله منهم عندما عصوا وأفسدوا في الأرض قال تعالى: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (8)[الإسراء]، فالله توعدهم بقوله وإن عدتم عدنا وهم قد عادوا إلى المعاصي والإفساد في الأرض وفي قدر الله أن عقوبتهم في آخر الزمان هو أن يمكن منهم أهل الإسلام فيقتلونهم كما ذكر في قوله صلى الله عليه وسلم «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود» وفي هذا الحديث بيان أن عداوة اليهود للمسلمين ستستمر إلى قيام الساعة وفيه دلالة على قدرة الله فهو قادر على أن ينطق الحجر والنصر والتمكين في الأرض ولقد ضل وأخطأ الطريق من سلك سبيل القومية العربية أو تعلق بالشرق والغرب ولم يلجأ إلى الله في محاولة للانتصار على اليهود ورد الحق المسلوب، فهؤلاء جميعا طال بهم الأمد ولم يظفروا بشيء ولن ينالوا النصر إلا بعد الرجوع إلى الله فيتوكلوا عليه ويأخذوا بأسباب القوة قال تعالى: إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (7) [محمد] ونصرة الله هي في نصرة دينه والقيامة بعبادته على الوجه المشروع، ونبذ الشرك والبدع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الحديث ما يفيد أن الجهاد ماض إلى قيام الساعة، ومن أهل العلم من قال بأن قتال اليهود المذكور في الحديث هو عند خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام فإن عيسى يطلب الدجال ليقتله فيدركه في باب لد في فلسطين فيقتله ويكون مع الدجال سبعون ألفاً من اليهود ويحصل القتال معهم والتمكين منهم.

20- فتح القسطنطينية

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق، أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا والله، لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان، إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام خرج» [رواه مسلم]. قال النووي (قسطنطينية) -هي بضم القاف وإسكان السين وضم الطاء الأولى وكسر الثانية وبعدها ياء ساكنة ثم نون هكذا ضبطناه وهو المشهور، وهي مدينة مشهورة من أعظم مدائن الروم.

-21 قتال الترك وقوماً ينتعلون الشعر، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك، صغار الأعين حمر الوجوه، ذلف الأنوف، كأن وجوههم المجان المطرقة، ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً نعالهم الشعر» [رواه البخاري ومسلم]. ذلف الأنوف: ارتفاع طرفة مع صغر أرنبته. المطرقة: شبه وجوههم بالمطرقة لغلظتها وكثر لحمها نعالهم الشعر: قيل إن المراد أن نعالهم من الشعر. -قال ابن حجر في الفتح (وقد وقع لإسماعيل من طريق محمد بن عباد قال: بلغني أن أصحاب بابك كانت نعالهم الشعر، قلت: بابك الخرمي، وكان من طائفة من الزنادقة استباحوا المحرمات، وقامت لهم شوكة كبيرة في أيام المأمون، وغلبوا على كثير من البلاد العجم كطبرستان والري، إلى أن قتل بابك المذكور في أيام المعتصم، وكان خروجه في سنة إحدى ومائتين، وقتله في سنة اثنين وعشرين) ا.هـ قال النووي في شرحه لمسلم وهذه كلها معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد وجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا وقاتلهم المسلمون مرات، ونسأل الله الكريم احسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم وسائر أحوالهم وإدامة اللطف بهم والحماية.

2010/04/18

الإبانة - جريدة الوطن الكويتية