منتديات MOLLABORJAN

منتديات MOLLABORJAN (http://mollaborjan.com/vb/index.php)
-   القسم الإسلامي = Islamic Section (http://mollaborjan.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   ثمار القناعة وفوائدها (http://mollaborjan.com/vb/showthread.php?t=3094)

دموع الفراق 26-04-2012 10:34 AM

ثمار القناعة وفوائدها
 
http://www10.0zz0.com/2011/04/06/10/785970326.gif



ثمار القناعة وفوائدها



سنة الله الكونية اقتضت أن هذه الدنيا دار بلاء وامتحان، مليئة بالمصائب والمتاعب، دائمة التغير والتحول، لا تثبت على حال، ولا تستقر على شأن معين: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا)، (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)، (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)، ولو تأمل العبد من حوله من الناس لرأى أنه لا يسلم من مصائب الدنيا ومتاعبها إلا من عصم الله جل وعلا، ، ترى هذا يشكو من أمراضه وعلله، وهذا يشكو من قلة ذات يده، وهذا يشكوا من خسارة تجارته، وهذا يتعب ولا يدرك مناه، وهذا يشقى ولا يدرك مبتغاه، هذه الدنيا وهذه العيشة فيها ليست على حال دائمة، ولا على سعادة مستقيمة، إنما الراحة الكاملة لمن هداهم الله، ومن عليهم وبوأهم جنته، التي هي أرض السماوات والأرض: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
أيها المسلم، وإن هناك سر كامنا ألا وهو القناعة من حظي بها ومن الله عليه بالقناعة، التي هي كنز لا يفنى من الله عليها به عاش في لذة، وسكون قلب، وانشراح الصدر، بعيدا عن القلق والهموم.
أيها المسلم، ولأجل هذا رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلم في القناعة، وحثه عليها، وحذره من إذلال نفسه بسؤال الناس والطمع بما في أيديهم، قال حكيم بن حزام -رضي الله عنه-: سألت النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فأعطاني، ثم سألته؛ فأعطاني، ثم سألته؛ فأعطاني، ثم قال: "يا حكيم إذا هذا المال حلو خضر؛ فمن أخذه بسخاء نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كمن يأكل ولا يشبع"، وحذر -صلى الله عليه وسلم- من الإلحاح في المسألة؛ فقال: "لا تلحفوا في المسألة؛ فوالله لا يسأل لأحد شيء؛ فتخرج له مسألته مني شيئا؛ فأعطيه وأنا كاره؛ فيبارك له فيه"، وقال أيضا -صلى الله عليه وسلم-: "من يستعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما فتح عبد على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر".
أيها المسلم،إن للقناعة ثمار وفوائد؛ فمن فوائدها: أن القانع ممتلئ قلبه من الإيمان، والثقة بالله، والرضا بقسم الله وعطاءه، والطمأنينة بذلك، ويتذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها"؛ فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم طلب الرزق أن تطلبوه بمعصية الله؛ فإن ما عند الله ما ينال إلا بطاعته، ومنها: أن القانع حياته حياة طيبة ، قال الله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)؛ فسره ابن عباس -رضي الله عنه-، والحسن -رحمه الله-: الحياة الطيبة بالقناعة، ومنها: أن القانع يشكر الله في كل أحواله، ومن تقّال نعم الله عليه، قل شكره وثنائه على الله، ومنها: البشرى بالفلاح قد أفلح من أسلم، ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه، ومن فوائد القناعة: سلامة القلب من الغل والحسد والحقد والبغضاء؛ لأنه يعلم أن الله حكيم عليم يبسط الرزق لمن يشاء، ويقدر، لحكمة أرادها، قد تخفى عليك حينا، ولكن المصلحة فيها؛ فصاحب القناعة سالم صدره من كل هذه المصائب، ومنها: أن الله جل وعلا قال لنبيه: (وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى)، قال بعضهم: أغناهم بالقناعة؛ فالقناعة عز وشرف، وعدمها ذل وهوان.
أيها المسلم، فروض نفسك على القناعة، ليطمأن قلبك ويرتاح بالك، وينشرح صدرك، واعلم أن الرزق مقسوم، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة، ثم يكون مضغة، ثم يبعث الملك إليه؛ فيكتب رزقه وعمله، وشقياً أم سعيدا".
أيها المسلم، وتذكر حكمة الله في الفضّيل بين العباد، والله فضل بعضكم على بعض في الرزق.
أيها المسلم، إن القناعة لا تنافي الأسباب؛ فالمسلم يسعى في الخير جهده: (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)، (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)، لكن مع السعي والجد والأخذ بالأسباب النافعة، هو أيضا في قلبه قناعة ورضا واطمئنان بما قضى الله وقدر، يعلم أنه مهما بذل من أسباب؛ فالكل خاضع لإرادة الله جل وعلا، لكنه يسعى ويبذل السبب وهو مع هذا موقن؛ لأن الله قد تكفل برزق عباده: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)، (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)؛ فالسبب المبذول، ومع بذل السبب والجد والاجتهاد، هو في قناعة من قضاء الله، ورضا بما قسمه الله له، واطمئنان بذلك، لا ينظر إلى من فضل عليه، ولكن ينظر إلى وضعه وحال من دنه، إن كان في الطاعات نظر إلى من فوقه، لينافس في الخير: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)، وإن كان في أمور الدنيا نظر إلى من دونه حتى يعلم عظيم نعم الله عليه.
أيها المسلم، مما يعوق القناعة كثرة الشهوات، والتطلع إلى الأموال، وربما تطلع إلى ما بأيدي الناس؛ فكن واثقا بالله سائرا على منهج صحيح، لا تستحكم عليك الشهوات، ولا يحملنك الرغب في الدنيا وجمعها، لكن عليك بالقناعة بما رزقك الله، والطمأنينة في ذلك، لتعيش سعيدا، قرير العين، مطمئنا، ترضى بما قسم الله لك، عزيز رفيع الجانب لا تذل نفسك للمخلوق، ولا تستنجيه والله قد أعطاك قوة في بدنك وصحة وسلامة؛ فأبذل الأسباب، ونافس في الخير مع القناعة والرضى والطمأنينة بقضاء الله وقدره.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.








أعجبك الموضوع...لا تقل شكرا...ولكن قل ...اللهم أغفر له و أرحمه وتجاوز عن سيئاته وأجعله من المحسنين

ahmedfarah 27-04-2012 04:34 AM

رد: ثمار القناعة وفوائدها
 
يعطيك العافية اخي الكريم
وعلي راي المثل
القناعة كنز لا يفني:2:

Mega4Soft 01-05-2012 07:05 PM

رد: ثمار القناعة وفوائدها
 
جزاك الله كل خيرا أخي
وفقك المولى ورزقك الجنة


All times are GMT -8. The time now is 10:14 AM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Monetize your links - adf.ly
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

سنتر العرب لخدمات الويب

استضافة و دعم Centerarabs.com