منتديات MOLLABORJAN

منتديات MOLLABORJAN (http://mollaborjan.com/vb/index.php)
-   القسم الإسلامي = Islamic Section (http://mollaborjan.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   تأمَّل في أصدقـائك .. (http://mollaborjan.com/vb/showthread.php?t=128)

abdelkader206 11-11-2011 06:17 AM

تأمَّل في أصدقـائك ..
 
تأمَّل في أصدقـائك ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمَهُ اللهُ- : "فأصدقاءُ الإنسانِ يُحِبُّونَ استخدامَهُ، واستعمالَهُ في أغراضِهم، حتى يكون كالعبدِ لَهُمْ.


وأعداؤُهُ يسْعَونَ في أذاهُ وإضرارِه.

وأولئك [يعني أصدقاءه] يطلبون منهُ انتفاعهم، وإنْ كانَ مُضِراً له، مُفسداً لدينه، لا يُفَكِّرُونَ في ذلكَ، وقليلٌ منهم الشَّكُور.

فالطائفتانِ في الحقيقةِ لا يقصدون نفعه، ولا دفع ضرره، وإنما يقصدون أغراضَهُمْ بهِ، فإنْ لم يكنِ الإنسانُ عابداً اللهَ، متوكلاً عليهِ، موالياً له، وموالياً فيهِ، ومعادياً، وإلا أكَلَتْهُ الطائفتانِ، وأدَّى ذلك إلى هلاكِهِ في الدنيا والآخرة.

وهذا هو المعروفُ من أحوال بنى آدمَ، وما يقعُ بينهم من المحاربات والمخاصمات والاختلاف والفتن.

قوم يوالون زيداً، ويعادون عَمْراً، وآخرونَ بالعكس؛ لأجلِ أغراضهم، فإذا حصلوا على أغراضهم مِمَّنْ يوالونَهُ، وما هم طالبونَهُ من زيدٍ؛ انقلبوا إلى عَمرٍو، وكذلك أصحابُ عَمرٍو، كما هو الواقعُ بين أصنافِ النَّاسِ.

وكذلكَ "الرَّأسُ" –[يعني : الرئيس]- منَ الجانبين؛ يميل إلى هؤلاءِ الذين يوالونه، وهُمْ -إذا لم تكنْ الموالاةُ للهِ- أضرُّ عليهِ منْ أولئكَ.

فإنَّ أولئك إنما يقصدونَ إفسادَ دنياه؛ إمَّا بقتلِهِ، أو بأخذِ مالِهِ، وإمَّا بإزالةِ منصبِهِ، وهذا كلُّهُ ضررٌ دُنْيوِيٌّ، لا يُعْتَدُّ بهِ إذا سلِمَ العبدُ، وهو عكسُ حالِ أهلِ الدنيا ومحبيها؛ الذين لا يَعْتَدُّوُنَ بفسادِ دينِهِمْ معْ سلامَةِ دنياهمْ. فهم لا يبالونَ بذلكَ. وأمَّا "دينُ العبدِ" الذي بينه وبين اللهِ فهمْ لا يقدِرُونَ عليهِ.

وأمَّا أولياؤهُ الذين يوالونه للأغراضِ فإنما يقصدون منه فسادَ دينِهِ بمعاونتِهِ على أغراضِهِمْ، وغير ذلكَ، فإنْ لم يفعَلْ انقلبُوا أعداء.

فدخلَ بذلك عليهِ الأذى منْ جهتين:

منْ جهةِ مفارقَتِهِمْ ، ومِنْ جهة عداوَتِهِمْ.

وعداوتُهُمْ أشدُّ عليهِ منْ عداوةِ أعدائهِ لأنَّهُمْ قدْ شاهدوا منْهُ، وعرفُوا ما لم يعرفْهُ أعداؤُهُ؛ فاستجلبوا بذلكَ عداوةَ غيرِهِمْ، فتَتَضاعَفُ العداوةُ.

وإنْ لَمْ يُحِبَّ مفارقَتَهُمْ احتاج إلى مداهنتهم ومساعدتهم على ما يريدونه، وإنْ كانَ فيه فسادُ دينِهِ. فإنْ ساعدَهُمْ على نيلِ مرتبةٍ دنيويةٍ نالَهُ مِمَّا يعملونَ فيها نصيباً وافراً، وحظاً تاماً من ظلمِهِمْ وجَوْرِهِمْ، وطلبوا منه –أيضاً- أنْ يعاونهم على أغراضِهِمْ، ولو فاتتْ أغراضُهُ الدنيويةُ، فكيف بالدينية إنْ وُجِدَتْ فيهِ أو عندَهُ؟! فإنَّ الإنسانَ ظالِمٌ جاهلٌ لا يطلبُ إلا هواه.

فإن لم يكن هذا في الباطنِ يُحْسِنُ إليهم، ويصبر على أذاهم، ويقضى حوائجَهُمْ لله، وتكونُ استعانَتُهُ عليهم باللهِ تامَّةٌ، وتوكلُّهُ على اللهِ تامٌّ، وإلا افسدوا دينَهُ ودنياهُ، كما هو الواقعُ المشاهدُ من النَّاسِ ممن يطلبُ الرئاسةَ الدنيويةَ، فإنه يطلبُ منه من الظلمِ والمعاصي ما ينال به تلك الرئاسة، ويُحَسِّنُ لهُ هذا الرأي، ويعاديه إنْ لم يقمْ معهُ، كما قد جرى ذلك مع غير واحد.

وذلكَ يجري فيمن يحبُّ شخصاً لصورتِهِ، فإنه يخدِمُهُ، ويعظِّمُهُ، ويعطيه ما يقدر عليه، ويطلب منه من المحرم ما يفسد دينه.

وفيمن يُحِبُّ صاحبَ بِدْعَةٍ لكونِهِ له داعية إلى تلك البدعة، يُحْوِجُهُ إلى أن ينصرَ الباطل الذي يعلم أنه باطلٌ، وإلا عاداهُ.

ولهذا صارَ علماءُ الكفارِ، وأهلُ البدعِ -مع علمهِمْ بأنَّهُم على الباطلِ- ينصرونَ ذلك الباطلَ لأجلِ الأتباعِ والمحبينَ، ويعادونَ أهلَ الحقِّ ويُهَجِّنُونَ طريقَهُمْ.

فمن أحبَّ غيرَ اللهِ، ووالَى غيره كرِهَ محبَّ اللهِ ووليَّهُ، ومنْ أحبَّ أحداً لغيرِ الله كانَ ضررُ أصدقائهِ عليه أعظمُ منْ ضررِ أعدائِهِ.

فإن أعداءَهُ غايتهُمْ أن يحولوا بينَهُ وبينَ هذا المحبوبِ الدُّنْيَوي، والحيلولَةُ بينَهُ وبينَهُ رحمةٌ في حقِّهِ، وأصدقاؤه يساعدونه على نفي تلك الرحمةِ وذهابِهَا عنه، فأيُّ صداقةٍ هذهِ؟!!

ويحبونَ بقاءَ ذلكَ المحبوبِ ليستعملوهُ في أغراضهم، وفيما يحبونَهُ، وكلاهما ضررٌ عليهِ؛ قال تعالى: {إذ تبرأ الذين اتُّبِعوا من الذين اتَّبَعُوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} قال الفضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد: هي المودَّاتُ التي كانت لغير اللهِ، والوصلاتُ التي كانت بينهم في الدنيا، {وقال الذين اتَّبَعُوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار}.

فالأعمالُ التي أراهم الله حسرات عليهم: هي الأعمالُ التي يفعلها بعضهم مع بعض في الدنيا، كانت لغير الله ، ومنها الموالاةُ والصحبةُ والمحبةُ لغير الله.

فالخير كله في أن يعبد الله وحده، ولا يشرك به شيئاً. ولا حول ولا قوة إلا بالله ".

انظر: مجموع الفتاوى(10/602-606).



والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

كتبه : أبو عمر أسامة العتيبي


™Salgadoo 11-11-2011 09:36 AM

تسلم أيدك
ننتظر المزيد
:)

™Salgadoo 11-11-2011 09:36 AM

تسلم أيدك
ننتظر المزيد
:)

metalghost 11-11-2011 08:31 PM

جزاك الله خيرا اخي

Aztiti 12-11-2011 10:33 AM

كلمات رائعه يا غالي بوركت

امرؤ القيس 14-11-2011 01:40 PM

بارك الله فيك

TEmo_Tetuan 30-11-2011 08:29 AM

جزاك الله خيرا

AD2011 01-12-2011 11:03 PM

مشكور يا غالي

هلال الملكي 27-12-2011 09:04 PM

بارك الله فيك

ss104455ss 31-12-2011 06:39 AM

thanxxxxxx


All times are GMT -8. The time now is 04:20 PM.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd Trans
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
Monetize your links - adf.ly
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

سنتر العرب لخدمات الويب

استضافة و دعم Centerarabs.com