نهاية العالم (14)
mollaborjan.com tested by Norton Internet Security
أنظم لمتآبعينا بتويتر ...

آو أنظم لمعجبينا في الفيس بوك ...
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
abdelkader206

الصورة الرمزية abdelkader206
 
رقم العضوية : 56
تاريخ التسجيل : Nov 2011
مجموع المشاركات : 731

رقم المشاركة:[1]
تاريخ المشاركة: [15-03-2012]

افتراضي نهاية العالم (14)






نهاية العالم (14)

عبد الرحمن بن ندى العتيبي

22- اقتتال فئتين عظيمتين دعواهما واحدة

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان وتكون بينهما فتنة عظيمة ودعواهما واحدة» [رواه البخاري ومسلم]. قال النووي عن هذا الحديث انه من المعجزات وقد جرى هذا في العصر الأول وقد ذكر العلماء في شرحهم للحديث أن المراد هو ما حصل من خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم وما جرى بينهم من قتال بعد أن حصل الاعتداء على الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنهم فبعد أن قتله الرعاع حصلت الفتنة، فهناك من طالب بدم عثمان. قال ابن حجر في الفتح عند شرحه للحديث (الفئة: جماعة، عظيمتان: لكثرة العدد وهما من كان مع علي ومعاوية فالمراد بالفئتين جماعة علي وجماعة معاوية والمراد بالدعوة الإسلام على الراجح وقيل اعتقاد كل منهما أنه على الحق ودعواهما واحدة أي دينهما واحد لأن كلا منهما كان يتسمى بالإسلام، والمراد أن كلاً منهما كان يدعي أنه المحق وذلك أن كليهما كان إذ ذاك إمام المسلمين وأفضلهم يومئذ باتفاق أهل السنة ولأن أهل الحل والعقد بايعوه بعد مقتل عثمان وتخلف عن بيعته معاوية في أهل الشام ثم خرج طلحة والزبير معهما عائشة إلى العراق فدعوا الناس إلى طلب قتلة عثمان لأن الكثير منهم انضموا إلى عسكر علي، فخرج علي إليهم فراسلوه في ذلك فأبى أن يدفعهم إليهم إلا بعد قيام دعوى من ولي الدم، وثبوت ذلك على من باشره بنفسه، ورحل علي بالعساكر طالبا الشام داعياً لهم إلى الدخول في طاعته مجيباً لهم على شبههم في قتلة عثمان بما تقدم فرحل معاوية بأهل الشام فالتقوا بصفين بين الشام والعراق فكانت بينهم مقتلة عظيمة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وآل الأمر بمعاوية ومن معه عند ظهور علي عليهم إلى طلب التحكيم) ا هـ.

وفي هذا الحديث صدق لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقد وقع ما أخبر به وما جرى بعد الفتنة الواقعة هو حصول الصلح على يد الحسن بن علي رضي الله عنهما فقد تنازل الحسن عن الخلافة فاجتمع الناس على معاوية، وما حصل من تنازل وصلح بعد ذلك وحقن لدماء المسلمين فيه صدق لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: «ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» وهذه من مناقب الحسن رضي الله عنه. وفيما حصل بين الصحابة يعتبر فتنة وقعت وانتهت، وكل سيحاسب على عمله قال تعالى: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ولا يجوز استغلال تلك الحوادث للطعن في الصحابة، وابتداع مذاهب وطقوس تحيي أمورا توغر الصدور، وكل ذلك للتفرقة بين المسلمين وزرع الفتنة بينهم وإثارة الشحناء والبغضاء، وصرفهم عن دينهم الحق وصدهم عن عبادة ربهم فمن الضلال أن يعتقد أحد أن ما حدث من فتنة بين الصحابة فيه دعوة لبغض أحد منهم، فهذا فهم سقيم، فالصحابة كلهم عدول وبغض الصحابة من علامات النفاق قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) ّّ[الحشرّ].

قال العلامة علي بن أبي العزالحنفى: (هذه الآيات تتضمن الثناء على المهاجرين والأنصار وعلى الذين جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم ويسألون الله ألا يجعل في قلوبهم غلاً لهم. فمن أضل ممن يكون في قلبه حقد على خيار المؤمنين، وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيين) ا هـ. فلا يمكن لعاقل صادق الإيمان أن يبغض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلاً عن أن يتعدى عليهم بالشتم قال رسول الله صلى الله عليهم وسلم: «آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار» [رواه البخاري]. وفي الحديث الآخر «لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق» [رواه البخاري]. وعن ذر رضي الله عنه قال: قال لي علي رضي الله عنه: (والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي ألا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) [رواه مسلم]. قال العلامة الطحاوي: (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان) ا هـ ّّ[العقيدة الطحاوية] فمن يبغض أحدا من الصحابة أو الصحابيات أو أمهات المؤمنين زوجات النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو يطعن في هؤلاء الأخيار ففي منهجه انحراف يجب تصحيحه، ولابد أن نعرف لأهل الفضل فضلهم ونحب جميع الصحابة، ونعلم التفاضل بينهم فأفضلهم الأربعة الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم باقي العشرة المبشرين بالجنة ثم باقي الصحابة ومنهم كُتّاب الوحي كمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين، ولا ننس جهادهم وتحملهم للأذى في سبيل الله ونشرهم للإسلام.فلا يجوز الطعن فيهم وسبهم، فالصحابة كلهم عدول وهم الذين نقلوا الكتاب والسنة إلى من بعدهم، فالطعن فيهم هدم للإسلام وتشكيك في صحة المنقول، وهم تربية خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم فالقدح فيهم فيه تعدٍ على مقام المربي محمد صلى الله عليه وسلم، وكل أصحاب ملة ينظرون إلى أصحاب نبيهم بأنهم خير أمتهم، وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هم خير هذه الأمة بعد نبيهم ومن اعتقد غير ذلك فقد ضل وغوى، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أحدا من صحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» [رواه البخاري ومسلم]. فالطعن في الصحابة قد يصل بصاحبه إلى الكفر اذا كفرهم أو اعتقد ردتهم بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم، لأنه يكون بذلك الطعن قد كذب كتاب الله في تزكيتهم، وكذب أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في فضلهم ومناقبهم قال عبد القاهر بن طاهر في كتابه الفرق بين الفرق (أجمع أهل السنة على إيمان المهاجرين والأنصار من الصحابة وأن من شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا من أهل الجنة، وكذلك من شهد بيعة الرضوان، وقالوا بتكفير كل من أكفر واحدا من العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، وقالوا بموالاة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكفروا من أكفر بعضهن) اهـ.

وهناك من غلا في بعض الصحابة فأصبح يقدسهم ويستغيث بهم من دون الله ويحلف بأسمائهم، ويدعونهم عند الشدائد وهذا من الشرك المحرم. وهذا المنهج جفا في حق أكثر الصحابة، فدعا إلى سبهم وتكفيرهم والافتراء عليهم بأقوال مختلفة، وهذا الإفراط والتفريط كله ضلال يجب الرجوع عنه والتوبة إلى الله منه، ولو تأملت هذا المنهج لوجدته يدور حول أسماء الأشخاص فإما أسماء تقدس وإما أسماء تشتم، والأجدر بالمسلم أن يكون في غالب كلامه ذكر لله قال تعالى: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) [الأحزاب]. وما حدث بين الصحابة من خلاف فهي فتنة انتهت في وقتها، ولن يسأل المسلم عن موقفه منها، ولا يصح إثارتها وجعلها ديدنا تسرد في مناسبات خاصة، فيحصل بذلك جرأة على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيجب أن يحفظ للصحابة حقهم وتعرف مكانتهم في دين الإسلام. قال الشيخ حافظ بن أحمد حكمي:

وأهل بيت المصطفى الأطهار

وتابعيه السادة الأخيار

فكلهم في محكم القرآن

أثنى عليهم خالق الأكوان

في الفتح والحديد والقتال

وغيرها بأكمل الخصال

وذكرهم في سنة المختار

قد سار سير الشمس في الأقطار

ثم السكوت وجب عما جرى

بينهم من فعل ما قد قدرا

فكلهم مجتهد مثاب

وخطؤهم يغفره الوهاب

وقال في كتابه (معارج القبول): «أجمع أهل السنة على السكوت عن الفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم، والاعتراف بسوابقهم ونشر ما فيهم عملا بقوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10) [الحشر] ولا نقول إنهم معصومون بل مجتهدون إما مصيبون وإما مخطئون لم يتعمدوا الخطأ في ذلك، وما روي من الأحاديث في مساوئهم الكثير فيه مكذوب ومنه ما زيد فيه ونقص منه وغير عن وجهه» اهـ. فالذي يجب اعتقاده في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم خير الأمة بعد نبيها وأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم الطيبات الطاهرات أمهات للمؤمنين، قال تعالى: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ّّ[الأحزاب: 6] ونترضى على الجميع ونقر بفضل الله عليهم بأن اصطفاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم دون غلو في أحد منهم، أو انتقاص لقدر أحد منهم وندعو إلى سلامة اللسان والقلب تجاه المسلمين جميعاً وبالأخص الصحابة الأخيار، وما حصل من قتال بينهم فهو علامة من علامات الساعة التي أخبر النبي عنها وهي ايذان بقرب نهاية العالم فعلى المسلم أن يشمر عن ساعد الجد ويستعد للآخرة بالعمل الصالح وينشغل بنفسه وتفقد عيوبها ويصدق في التوبة إلى الله ويجتهد في التزود من الطاعات ويكف عن الوقوع فيما لا يعنيه، ومن وحد الله وابتعد عن الشرك والبدع وأقام أركان الإسلام وسلم المسلمون من لسانه ويده فيبشر بالجنة، وللحديث بقية من الكلام عن أشراط الساعة والله الموفق.

2010/04/25
الموضوع الأصلي: نهاية العالم (14) || الكاتب: abdelkader206 || المصدر: منتديات MOLLABORJAN

عبارات البحث

العاب ، برامج ، حسابات ، MOLLABORJAN منتديات ، كوكيز , مواقع الرفع .





kihdm hguhgl (14) kihdm

 ضع تعليق باستخدام حساب الفيس بوك  










رد مع اقتباس
قبل ان ترسل محتوى الموضوع الى صديق تذكر ان الله يراك لا ترفق كلمات خادشه برسالتك او الصور الخادشة اللهم قد بلغت اللهم فأشهد
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
 

مواقع النشر (المفضلة)


القسم الإسلامي = Islamic Section



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة BB code is متاحة
لا تستطيع الرد على المواضيع الابتسامات متاحة
لا تستطيع إرفاق ملفات كود [IMG] متاحة
لا تستطيع تعديل مشاركاتك Forum Rules
الانتقال السريع

نهاية العالم (14)


Bookmark and Share


All times are GMT -8. The time now is 03:29 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.7

RSS - XML - HTML  - sitemap

 

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات MOLLABORJAN.

Site is Hosted by dimofinf : 
استضافة غير محدودة

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر الإدارة .

مشاهدة طاقم الإدارة