الحب قتلها - قصة مختلفة و مميزة - بقلم محمود غسان
mollaborjan.com tested by Norton Internet Security
أنظم لمتآبعينا بتويتر ...

آو أنظم لمعجبينا في الفيس بوك ...
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
™Salgadoo

الصورة الرمزية ™Salgadoo
 
رقم العضوية : 18
تاريخ التسجيل : Nov 2011
مجموع المشاركات : 8,843

رقم المشاركة:[1]
تاريخ المشاركة: [08-04-2012]

Smile الحب قتلها - قصة مختلفة و مميزة - بقلم محمود غسان







بسم الله الرحمن الرحيم



هذه القصة خيالية و ليست واقعية , و أرجو عدم مهاجمتي إذا كنت تعديت الحد المسموح به , في النهاية هي قصة خيالية لم تحدث و لن تحدث . . .


المؤلف , ...

8/10/2010

- 1-

شيكاغو , شتاء 1995 . . .


في خلال هذا البرد القارص و الأمطار تنهال من كل الجوانب وقف السيد جون براين أمام الشرفة يشاهد تساقط الأمطار و أثارها على لوح الزجاج و قال :

" إن لهذا الأمطار فوائد و فوائد و لكن ما تنوي فعله ليس له فائدة بل إهدار للوقت و للمال . . "



تقف خلفه كارول براين ابنته الشابة الناضجة تبلغ من العمر اثني عشر

فنظر إليها و قال و هو يتحرك نحوها ببطء : " لماذا تريدين تعلم اللغة العبرية "

نظرت إليه بثقة و قالت " يا أبت إني أريد تعلمها لغرض في نفسي أنها لغة أعداء العالم و كي تستطيع غلب عدوك يجب أن تعرف كيف يفكر , أليس كذلك أم لا "

جلس على مقعده و قال : " أنا لا أريدك أن تضيعي وقتا في مالا ينفع , إذا كنتِ على حماس تفضلي اذهبي إلى المدرسة التي تعلم هذه اللغة . . " و تركها و خرج خارج هذه الغرفة . . . .

تعلمت كارول اللغة العبرية و أصبحت بارعة فاشترت كتب كثيرة و أصبحت تطالع الصحف الإسرائيلية باستمرار. . . كارول فتاة نشيطة تتمنى الخير لمن حولها و لا تكلف أهلها عبئا . .

السيد جون براين عمره يجتاز الأربعون عاما يعمل مزارع في مزرعة صديقا له و الأم كريستين ربة منزل اصغر منه بخمس سنوات و تحب ابنتيها جدا ...

لديها كارول و سارة الفتاة اللعوبة عمرها سبعة أعوام

و في يوم من الأيام حدث شجار بين السيد براين و صاحب العمل فقرر ترك العمل لديه و ذهب إلى أسرته و ابلغهما انه ترك العمل لديه و انه قرر الهجرة خارج أمريكا ....

فردت زوجته : " والى أين سوف تسافر "

- " إلى أخي في لندن , انه آخر شخص في هذه العائلة و لا أريد ان ينقطع سوف اعمل معه و لدينا أموال تكفي فما رأيكم ؟ "

سافر مع عائلته الى لندن حيث أخيه يمكث و طلب منه أن يشاركه في مزرعته لان أخاه مايك لديه مزرعة في جنوب لندن لتربية المواشي و الدواجن . .



مرت 5 أعوام على هذه الشراكة و كبرت كارول و دخلت المدرسة الثانوية في مدرسة رويال الثانوية فتعرفت على ماري صديقتها و أصبحن يتبادلان الزيارات دوما و كذلك أمهاتهن . . .



***

- 2-

ماري جالسة أمام الحاسوب في غرفة كارول , بينما كارول واقفة في حيرة أمام المرآة تغير في ملابسها و لا تدري ما انسب إليها . .

فنظرت ماري إلى كارول و قالت : " صدقيني أي من هذه الملابس سوف يفي بالغرض "

و هي تتأمل التنورة الزرقاء قالت : " أريد أن أكون أجمل فتاة في هذه السهرة "

فتركت الحاسب و ذهبت نحوها و جلست على مخدعها : " أنتي جميلة بطبيعتك ياليت لي أخت بجمالك "

جلست بجوارها : " لا تبالغي فا .. "

- " كما أقول لكي ... هيا ارتدي أي منهم و هي بنا كي لا نتأخر عليهم "

وقفت و قالت : " حسنا سوف ارتدي هذه البلوزة البيضاء مع هذا البنطال فما رأيك ؟ "

- " جيد جدا "

فذهبت نحو الحاسوب مرة أخرى ثم قالت : " نسيت أخبرك بأن أبي و أخي طلب زيارتكم لنا غدا "

نظرت إليها باندهاش : " هكذا .. "

ببساطة : " نعم أبي قال بأنه يريد أباكِ في أمر ما , لا اعلم ما هو "

ردت كارول و كأنها تذكرت :

" اخيكي , أنتي لديك أخ "

- " نعم .. أنا لم أخبرك من قبل ؟ "

- " أطلاقا .. هذه أول مرة اعرف بأن لديك أخ "

ثم أضافت و كأنها لا تبالي : " وما اسمه "

و عيناها على الحاسوب : " أخي ؟ ... ديفيد "

اقتربت منها و قالت : " حسنا أنا جاهزة هيا بنا "

تركت ماري الحاسوب و خرجا من غرفتهم فوجدا السيد براين في صالة المنزل جالس أمام التلفاز فقال لها :

" متى سوف تعودي ؟ "

و هي تتحرك نحو الباب ببطء مع ماري : " لا اعلم يا أبي و لكن لن نتأخر فماري سوف تمضي الليلة في البيت معنا "

فخرجا من باب المنزل إلى سهرة مع أصدقائهن . . .

جاءت كريستين من المطبخ و هي مرتدية ملابس الطهي قائلة : " نسيت ان أخبرك أمرا مهم " جلست على الأريكة التي بجواره ثم أردفت : " زوج هاليدا يريد العمل معك او مشاركتك في المزرعة لأنه موظف حكومي و أصبح متقاعد الآن و دخله لا يكفي , هاليدا طلبت مني أن نزورها في ريتشموند غدا كي يفاتحك في هذا الأمر "

- " ليست هناك أدنى مشكلة سوف ادعوا معنا مايك كي نرى ما سوف نفعله "

نظرت إليه باهتمام : " أنا استغرب من كارول ليس لديها أي علاقات مع الشباب حتى ولو سطحية فهذا خطر عليها لانها .. "

- " فتاتك تعرف الصواب من الخطأ "

- " كارول لا تعرف سوا ماري "

- " احمد الله أن ماري فتاة جيدة و أهلها أناس طيبون "

نظر حوله فقال في تعجب :

" لا أجد سارة .. أين سارة "

- " مع عمها أنها متعلقة به جدا "

- " الحمد لله على هذه النعمة . . "

نظرت إليه و قالت : " أنت لديك أجمل فتاتان في الدنيا ولا يخيل إليك و لو لحظة انه عبث , بل قدّر بأن يكون لك كارول و سارة فقط "



***

-3-

دخل السيد جون و معه زوجته و ابنته كارول و سارة الصغيرة بيت السيد روبرت باتينسون زوج السيدة هاليدا فأستقبلهم السيد روبرت استقبال حار و كانت هذه أول مرة يلتقيا فرحب بهم فدعاهم إلى صالة فسرعان ما جاءت السيدة هاليدا و ابنتها ماري و رحبا بضيوفهم . .

جلس الجميع في صالة البيت فتقدم السيد روبرت قائلا لزوجته : " من فضلك يا حبيبتي أعدي العشاء لضيوفنا الأعزاء "

فردت قائلا : " حسنا " فذهبت نحو المطبخ بينما قامت كارول و اتجهت نحو ماري و أمسكت يداها و قالت لأبيها : " أبي نحن في غرفة ماري " و هي في طريقها إلى غرفتها اصطدمت بديفيد الأخ الأكبر لـماري شاب طويل القامة عيناها بالكاد ترى أسفل صدره متوسط البنية شعره كثيف يرتدي نظارة طبية عمره لا يتجاوز الثلاث و العشرون , بكل احترام و تبجيل : " أنا ديفيد باتينسون " ردت عليه بكل خجل : " و انا .. و انا كارول .. بعد أزنك " و تنحنت جانبا هي و ماري و اتجهت نحو الغرفة . .

فتقدم ديفيد و ألقى التحية على السيد جون و زوجته و جلس معهم كي يستمع الى حديث أبيه

فنظر السيد روبرت الى السيد جون : " لن نتحدث في شي الآن إلا بعد تناول العشاء "

رد جون : " حسنا "

ثم اضاف جون : " أنت ديفيد أليس كذالك "

- " نعم سيدي "

- " و ماذا تعمل "

- " لدي متجر لبيع الكتب في جنوب ريتشموند " بعد دقائق من الحديث جاءت السيدة هاليدا و قال : " هيا يا رجال .. العشاء جاهزا " فقام الجميع إلى طاولة العشاء و جلس الجميع في مقاعدهم فقال هاليدا إلى ديفيد :

" اخبر أختك و كارول بأن العشاء جاهـزا "

قام و اطرق الباب عليهم قائلا : " هيا يا ماري العشاء جاهز "


تناول الجميع العشاء ثم انتقلا الرجال إلى الصالة وقامت السيدة هاليدا بتقديم لهم صينية الشاي . .

استقر السيد بروبرت و معه ديفيد ثم قال : " سوف ندخل في صلب الموضوع ... أنا و ديفيد نريد مشاركتك في مزرعتك ومزرعة أخيك فما رأيك "

رد جون عليه بعد صمت : " الشرف لي ان لم يستطع أخي أن يأتي معي و لكن ليس لديه أي مانع في الأمر برمته "

لاحظ جون بأن ديفيد جالس على غير العادة و كأنه متوتر فنظر إليه و قال : " ما الأمر, ما بك "

رد بإندهاش : " لا لا شي "


ثم اضاف بروبرت : " كام تريد من مال "

- " هل رأيت المرزعة "

- " لا و لكن ... "

- " هذا الأمر سابق الى أوانه ... المزرعة مساحتها تقريبا 5000 متر مربع بها 200 من الجاموس و الماعز و 550 من الدواجن . . "



ثم اضاف : " إيرادها من البيض و الألبان سنويا يصل الى مليون جنية ... هذه مجرد تلميحات .. التفاصيل تعرفها عندما تأتي الى لندن و ترى أخي و تتفاهم معه "

نظر روبرت الى ديفيد و قال : " مأ رأيك "

لكن ديفيد شارد الذهن و لم يكن حاضر الجلسة

ثم مد يداه اليه و أيقظه و قال : " مرحبا "

ارتعش ديفيد على الفور ثم قال : " حسنا كلامك جميل و متى نستطيع ان زوار أخاك "



نظر روبرت إليه بتعجب : " اها ... قريبا جدا يا بني "

انتهى الموقف على ذلك و غادرت العائلة الى لندن

قامت السيدة هاليدا بتنظيف طاولة العشاء بينما خرج السيد روبرت الى حديقة منزله و معه قدح من الشاي بينما دخل ديفيد على غرفة أخته و جلس على مخدعها وقال لها : " صديقتك جميلة ما هو اسمها ؟ "



نظرت إليه بتعجب : " اسمها كارول "

و كأنه يحدث نفسه : " كارول ... إسم جميل . "

انتصب ثم نظر إليها و قال : " تصبحي على خير يا ماري "

و خرج من الغرفة و أغلق الباب من خلفه . . .



***

-4-

سافر روبرت و ابنه ديفيد الى لندن فوصل الى مزرعة السيد جون و اخيه مايك , فجلسا في مكتب مايك منتظرين قدوم مايك , و بعد دقائق دخل مايك عليهم و هو مشمر عن ساعديه و قال بهرولة : " اعذروني فهناك بقرة مريضة جدا و لذلك تأخرت "

ثم جلس معهم و نظر الى روبرت و قال : " مرحبا بك في لندن "

- " اشكرك "

- " جون سوف يأتي بعد قليل فهو طبيب بيطري كما تعلم و هو من يتابع هذه الأمور ايضا "

- " حسنا كنت اود ان اطلع على تفاصيل العمل هنا و لكن الواضح ان الوقت لا يسمح "

رد بسرعة : " لا لا لا إطلاقا "

قام بفتح درج مكتبه و اخرج ملفات و ألقاها إليه

ثم قال : " هذا تقرير من المحاسب بكل داخل او وارد خلال العشر شهور فائتة "

- " كم تريد مني لهذه الشراكة "

- " الصراحة انا أمامي صفقة لشراء مواشي من البرازيل و كي تتم هذه الصفقة نحتاج خمس مليون جنية , كم تريد ان تدفع منهم و انت شريك بهذه الصفقة"

رد بعد سكوت : " لا أستطيع دفع سوا نصف مليون "

- " حسنا "

دخل عليهم السيد جون بسرعة الى مايك و لكن لم يشعر بوجود روبرت و قال : " حمد لله , البقرة على ما يرام الآن " ثم نظر الى روبرت و كأنه يراه لأول مرة و قال بلهفة : " مرحبا روبرت متى وصلت لندن "

- " من ساعة فقط "

- " حمد لله على سلامتك ... كنت تخبرني كي أأتي كي استقبلك "

- " لا شكرا , لولا بأنك أعطيتني عنوان المزرعة لم أكن أستطيع ان اصل "

ثم جلس على مقعده و أضاف : " هل اتفقتم "

رد مايك : " حدثته عن الصفقة الجديدة بخصوص المواشي التي سوف نستوردها من البرازيل "

رد جون : " ممتاز جدا و لن نطلب منك مبلغ أكثر من استطاعتك "

نظر روبرت الى جون : " سوف ادفع نصف مليون "

- " ممتاز جدا أعطيه الدراسة لهذه الصفقة "

أعطاه مايك كتيب صغير الى روبرت فتناول الكتيب منه و قام بالتقليب بتعمّن و بعدها قال : " 500 ماشية من العجول و الأبقار و الماعز حسنا " و أعطاه الكتيب و اضاف : " و متى نستطيع إتمام هذه الصفقة "

اجاب مايك : " سوف تعطيني المال عند وصول المحامي كي يثبت شراكتنا "

رد روبرت : " لا بأس و المبلغ الذي تريده جاهزا "

- " لكن اريدك ان تسافر الى البرازيل كي تتم هذه الصفقة و تقوم بشحنها الى لندن في اسرع وقت "

- " و لكن ... "

- " سوف أعطيك كل المعلومات التي تحتاجها "

- " ومتى يجب ان اسافر "

- " سوف أرسل لهم بريد إلكتروني كي اخبرهم بأننا جاهزين و سوف تأخذ سند بالخمسة ملايين جنية "



انتهى الموقف على ذلك و سافر السيد روبرت و معه رجلان من اتباع مايك الى سيارا في البرازيل .. ..


***


-5-

في منزل السيد روبرت . . . .



جالسة السيدة هاليدا مع ابنتها ماري بينما ابنها ديفيد يتحدث في الهاتف و يقول : " متى سوف تأتي يا أبي لقد تأخرت - صمت لفترة و قال - حسنا سوف اخبره بذلك الى القاء "

جلس ديفيد مع والدته و قال لها : " لا تقلقي ابي يقول بأن حدث مشكلة مع التاجر و اخبرني ان اتصل بـمايك كي يتصل به "

ردت هاليدا : " حسنا " و قامت نحو المطبخ و لكن ديفيد أوقفها قائلا : " هناك موضوع أريد إخبارك به "

إلتفتت إليه و قالت : " أي موضوع هذا "

- إجلسي "

فجلست امه و قالت : " ما الامر ؟ "

قال بتردد : " أمي ... أريدك ان تتحدث مع زوجة جون بخصوص . . . . بخصوص أبنته كارول "

أصابها الدهشة فنهضت : " هل تتكلم بجدية "

فضحكت ماري فأصاب ديفيد الخجل

فقال : " نعم هل ممكن تتحدثي معها اليوم ؟ "

- " و لماذا انت على عجل .. اصبر حتى يأتي أباك "

- " لا اريد الإتفاق قبل ان ياتي "

فقامت مرة آخرى و قالت : " حسنا سوف اذهب إليها اليوم كي أخبرها بذلك ...هل سوف تأتي معنا "

نهض و قال : " و ما رأيك ؟ "

ضحكت و قالت : " لا أبقى انت هنا سوف أأخذ معي ماري "



فذهبت هاليدا نحو المطبخ فجلس امام ماري و قال لها : " هل سوف تقبل بي "

ردت بكبرياء : " بالتأكيد لا "

تفاجئ ديفيد بردها فقال بغضب : " لماذا "

ضحكت ماري و قال : " انا مجرد امزح معك , لن تجد افضل منك "



ابتسم ديفيد و قام من مقعده و اخرج من جيبه هاتف و قام بالاتصال بـمايك شريك أبيه : " مرحبا يا أستاذ مايك لقد اتصل أبي بي و يقول انه لم يستطيع ان يتصل بك و انه يواجه مشاكل في شحن المواشي لذلك اتصل به على اسرع وقت ممكن ... حسنا الى اللقاء "

***


-6-

ذهبت السيدة هاليدا و معها ابنتها ماري الى منزل زوجة جون فوافقت كريستين زوجته على زواجهم و لكن منتظرين عودة روبرت سالما أولا من البرازيل .. .

و بعد ذلك بأيام وصل السيد روبرت من البرزايل و معه مساعديه و ذهب الى بيته في ريتشموند و بعدها ذهب الى مكتب شريكه مايك فلم يجده فوجد جون في انتظاره فتحدثا حول الصفقة و انه أرسلها من هناك و أمامها شهران على الاكثر لوصول الشحنة من الخارج . .

فجلسا جون و روبرت على مكتبه و اخبره عن حسن استقبالهم له و طريقة التعامل السلسلة فقد كان هناك مشكلة في الدفع بسبب أجازات البنوك فسأله : " أين مايك كي نخبره ؟ "

نظر إليه وقال : " انه في المزرعة "

ثم اضاف : " اين أوراق هذه الصفقة "

و بسرعة : " نعم نعم انها في حقيبتي " و اخرج من حقيبته بعض الأوراق و أعطاه إياها "

- " أشكرك "

ثم اضاف : " هل ذهبت الى بيتك ام جئت الى هنا مباشرة "

- " لالا ذهب الى البيت و عملت ان ديفيد تقدم للزواج من ابنتك و اشكرك لانك لم تعطيه ردا مفيدا "

رد مبتسما : " و انا موافق "

- " أشكرك جدا سوف نأتي مساء اليوم كي نتفق على ما تريدون "

اتفق الجميع على متطلباتهم و قرر جون الزواج بعد شهران و على أساس وصول الصفقة من الخارج و استلام حقوقهم كي يستطيع الزواج بها


***

-7-


بعد مرور أسبوعان من خطوبتهم و في يوم في الأيام جاءت ماري اخت ديفيد الى بيت صديقتها فاستقبلتها كريستين و رحبت بها و أخبرتها بأنها نائمة من امس و انها حزينة لأمر ما فقالت لها : " لا تقلقي اين هي "

- " في غرفتها "

- " من فضلك اذهبي و انا سوف أيقظها بمعرفتي "

فدخلت غرفتها فوجدتها نائمة فقامت بفتح الستارة كي تسمح لدخول الشمس و قالت بصوت واضح : " هيا يا كارول أفيقي "

دخول الشمس هو الذي أيقظها فقامت من نومها فوجدت امامها ماري فقالت : " مرحبا ماري "

- " هيا أفيقي الساعة الثانية عشر صباحا "

- " ما الذي أتي بكِ من ريشتموند في هذا الصباح الباكر و هل ديفيد في رفقتك "

- " بين ريشتموند و لندن 10 ميل و لقد جئت بمفردي "

قامت من مخدعها و جلست على كرسيها و جلست ماري امامها : " هل ديفيد بخير ؟ ؟ "

- " نعم لماذا ؟ "

- " مر اسبوعان على خطوبتنا ولم يتصل بي سوا مرتان فقط ما الأمر ... هل تراجع بقراره "

- " لا لا و لكن حدث معه مشكلة مع مالك المكتبة الذي استأجرها منه "

بإهتمام : " و هل أنهى هذه المشكلة "

- " ليس بعد و لكن منتظر وصول هذه الصفقة من الخارج كي يستطيع سداد ما يستحق عليه "

فقامت و طلبت منها بترجي : " هل من ممكن ان نذهب إليه الآن ؟ "

- " حسنا في كلا الحالتين كنت سأذهب الى المكتبة هناك كتاب سوف اجلبه لصديقتي , سوف أأخذكِ معي "

- " متى "

- " الآن , هيا ارتدي ملابسك "


***

-8-


دخلت كارول مكتبة ديفيد لأول مرة فوجدتها مكتبة صغيرة و محدد أقسامها و في منتصف المكتبة طاولة كبيرة يجلس امامها عدد من القراء . .

فدخلت ماري و صديقتها فوجدت ديفيد جالس خلف مكتب شارد الذهن فتقدمت كارول و قالت له : " ما الذي تفكر فيه "

نهض مسرعا و قال : " كارول حبيبتي مرحبا بك تفضلي اجلسي "

جلست كارول على الكرسي امام المكتب , بينما ماري تجولت حول المكتبة كي تجد الكتاب لصديقتها

نظرت كارول إليه : " ما الذي منعك ان تتصل بي طوال هذه المدة "

- " صدقيني مررت بمشكلة مع مالك هذه المكتبة و يريد رفع قيمة التأجير "

- " لا بأس فانا على استعداد على مساعدتك "

بلهفة : " لا ما الذي تقوليه , .. "

قاطعته قائلة : " لا آنت حبيبي و سوف تكون زوجي و اذا أصابك مكروه فهل سوف تكون راضي "

رد مسرعا : " بالطبع لا و لكن .. "

أخرجت من حقيبتها الصغيرة ورقة و أعطتها الى ديفيد و قالت : " هذا سند سحب باسمك بقيمة ألفان جنيها "

اعترض ديفيد : " لا لا لن أأخذ منكي شيء "


قامت و هي غاضبة : " حسنا لن ترى وجهي بعد يوم " وهمت ان تخرج فأمسكها من يديها و قال بهدوء :

" إجلسي إجلسي "

فجلست كارول و في عيناها فرح فقالت : " هل سوف تأخذ المال "

ظهر عليه التفكير و لكنها قاطعته : " تستطيع أن تعيدهم لي متى ما شئت "

اخذ منها السند و ابتسم و قال : " حسنا "

بعد دقيقة جاءت إليهم ماري في مرح : " أريد هذا الكتاب لصديقتي "

نظر إليهم و قال : " تعالي إجلسي "

فجلست امام كارول و قالت لها : " هل من جديد "

رن جرس الهاتف فرفع سماعة التحدث و قال :

" مرحبا "

عندما وجدته كارول انه مشغول قامت من مقعدها تتجول حول المكتبة فوجت أقسام مرتبة ترتيب علمي

مرت من " قسم الديانات " و بعدها " قسم القانون " و التالي " قسم الطعام " و أخيرا وجدت قسم مكتوب عليه بخط عريض " ما وراء الطبيعة غير مترجم " أخذت تتأمل الكتب الموضوعة على الأرفف . . فوجدت كتاب مكتوب بالعبرية " كيف يقبض مايكل الأرواح " فسرعان ما تناولت الكتاب بلهفة و أخذت تقلب صفحاته بسرعة ثم اتجهت إلى الى ديفيد فكان على وشك ان ينتهي من حديثه عبر الهاتف فجلست امام ماري و قالت لها : " ما عنوان كتابك هذا ؟ "

فردت : " انه لصديقتي فهي مقبلة على الزواج و كانت تبحث عن كتاب ما .... كما تعلمين فوجدته هنا "

أغلق ديفيد السماعة و نظر الى كارول : " أراكي بأنك آخذتي كتابا أنتي أيضا "

في ارتباك : " لا لا ... سوف أستعيره يومان فقط "

- " لا لا تقلقي اذا اردتي الكتاب خذيه لكي هذا "

- " لا لا سوف أستعيره فقط خذ اكتبه في سجلاتك و سوف أعيده لك بعد يومان كل الأمر أني أريد مراجعة لغتي العبرية "

نظرت إليها ماري بلهفة : " هل تتحدثي العبرية "

في خجل : " نعم و لكن هذا كان منذ مدة طويلة و اريد فقط ان استرجعها ليس إلا "

رد ديفيد : " حسنا " و اخذ الكتاب منها و قام بتسجيل رقمه في سجله ثم أعطاها إياه مرة أخرى . .



ثم قامت ماري و قالت له : " هل تريد منا شي سوف أأخذها إلى لندن و سأعود الى ريتشموند بعد ذلك "

رد ديفيد : " حسنا "

فانتصبت كارول و قالت له : " أرك غدا ديفيد ,

إلى اللقاء " بادلها ديفيد الوداع . .

خرجت كارول و معها ماري و استقلا القطار الذاهب الى لندن , فتوقف في المحطة عند حلول المساء

فسرعان ما استقلا سيارة أجرة فأخذتهم الى بيت السيد جون فدعت السيدة كريستين من ماري الى تناول العشاء و لكنها رفضت و أصرت على المغادرة قبل ان يحل الظلام . . . دخلت كارول الي غرفتها و تركت الكتاب الذي استعارته من ديفيد على مكتبها و أطفأت أنوار الغرفة و أغلقت الباب و ذهبت الى صالة المنزل كي تتناول العشاء مع عائلتها .

بينما هما يتناولا العشاء نظر جون الى ابنتها و قال :

" ما اخبار خطيبك ؟ "

ارتبكت في البداية و لكنها استعادت قواها : " بخير و لكن يمر في أزمة بخصوص إيجار المكتبة و لكن أعطيته بعض المال كي يحل مشكلته "

ظهر عليه وجه أبيها الصدمة فطرق بيده على الطاولة بشدة و صرخ و قال : " ماااذا ؟ "

احمر وجهها و قالت بهدوء : " ... نعم .... "

و قال : " لماذا لم تأخذي رأي اولا , هل أنتي تعيشي في هذه الدنيا بمفردك ؟ "

ثم نظر الى كريستين و قال :

" هل كنت على علم بهذا "

ردت بخوف : " لا و لكن ... "

قاطعها قائلا لكارول : " و كم أعطيتيه ؟ "

رددت بتردد : " الفان جنيه "

رفع يديه الى السماء كي يخاطب ربه : " الله يرحمنا "

نزلت الدمع من أعين الفتاة البريئة و وقالت :

" لماذا يا أبي هل تستكثر هذا المال ... "

قاطعها قائلا بصوت عالي : " لا و لكن هذا ليس صوابا ان تعطيه مالا – صمت ثم نظر الى الأرض قال - ماذا أقول لكي لن تفهميني اغربي عن وجهي هيا "

بكت كارول بكاء شديد و قامت و اتجهت نحو غرفتها و بالطبع كانت الغرفة مظلمة فجلست على مكتبها و أنارت سطح المكتب فكان الكتاب أمامها فتناولته و مازالت تبكي لكن بهدوء فتناولت الصفحة الأولى فوجدت في اعلى الصفحة مكتوب بالعبرية " شروط قراءة هذا الكتاب " و لكنها تخطتها و بدأت قراءة الصفحة الثانية فقرأت بصوت عالي :

" من هو مايكل ؟

هو الأول فى رؤساء الملائكة السبعة : ميخائيل وغبريال ورافائيل ( وهؤلاء ذكروا فى الكتاب المقدس وسوريال وصداقيال وسراتيال وأنانيال ) وهؤلاء أشار إليهم التقليد الكنسى فى الكتب الطقسية


اما عن إسمه

ميخائيل معناه ( من مثل الله ؟ ) وهذه العبارة قالها الملاك ميخائيل حينما حارب الشيطان الذى تكبر على العلى وقال فى قلبه " أصعد إلى السموات أرفع كرسى فوق كواكب اللـه وأجلس على جبل الإجتماع فى أقاصى الشمال ، أصعد فوق مرتفعات السحاب ، أصير مثل العلى. "



و هي في نفس حالة البكاء قالت : " لا احد مثل الله "



انتقلت الى الصفحة التالية فقرأت :


" الملاك مايكل وشعب اللـه فى العهد القديم والعهد الجديد :

أ. المدافع عن جنس البشر :

* حارب التنين ( الشيطان) وملائكته وطرحهم إلى الأرض ( رؤيا 12 : 7 -9 ) .

* حارب الشيطان من أجل جسد موسى النبى قائلاً له لينتهرك الرب (يهوذا 1 : 9) .

* ظهر ليشوع بن نون قائد شعب بنى إسرائيل فى هيئة رجل مسلحاً وله هيئة مهيبة وسيفه مسلول بيده قائلاً له : أنا رئيس جند الرب الآن أتيت ... ثم أبلغ يشوع خطته لسقوط أريحا
( يشوع 6 : 1 – 5 ) .


* أنقذ الثلاث فتية القديسين من آتون النار المتقد وصيره كالندى البارد وتمشى الثلاثة فتية فى وسط الآتون يسبحون اللـه بفرح مع ملاك الرب ( دانيال 3 : 25 – 28 ) .

* أثناء رجوع شعب بنى إسرائيل من سبى بابل حاول رئيس مملكة فارس عرقلة ذلك فوقف مقابله غبرائيل الملاك يقاومه وينازعه حتى أتى مايكل رئيس الملائكة لإعانته فى هذه المهمة الموكلة إليه " وهوذا مايكل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتى " (دانيال 10 : 13 – 14) .


ب- المبشر بقيامة المسيح : (متى 28 : 1 – 7 ) .


كان مايكل هو المكلف من قبل اللـه بالحرب ضد الشيطان فأى فرحة تكون للرئيس مايكل وهو المكلف من قبل اللـه بالحرب ضد الشيطان وقد تحطم وتقيد بدماء المسيح القائم من القبر منتصراً.


جـ - الملاك مايكل وإعانته للشهداء :


فهو الذى يسند الشهداء أثناء احتمالهم للعذاب حتى الاستشهاد .

د- الملاك مايكل والكنيسة :

وهو يحرس كنيسة المسيح ، لذلك تشيد كنيسة على اسمه دائماً فى أعلى حصون الأديرة وعلى مشارف المدن . "

اغلقت الكتاب و وضعت ذراعيها على مكتب و أسقطت جبينها عليهم ثم غفيت فوقه دون ان تشعر . .

***

-9-



رأت كارول حلم أثناء نومها أنها في حديقة بيضاء و أن رجل يرتدي جلباب ابيض و وشاح أبيض على رأسه نزل من السماء و قال لها : " أنتي اخطأتي يا ابنتي أثناء قراءة هذا الكتاب لماذا لم تقرأي شروط القراءة ؟ "

قالت له : " أنا آسفة لكني لم اشعر لأني كنت متشاجرة مع أبي و .... "

رد : " كنتي تبكين ’ و هذا خطأ فادحا و يجب ان تعاقبي عليه "

ردت : " لماذا .. انا لم اقصد "

- " لأنك فتاة طيبة و تحبي الجميع و لأنك على وشك الزواج بشاب طيب مثلك , استبدل الله عقابك و بجائزة من السماء إليكي "

- " جائزة و ما هي "

- " أرسلني الملاك مايكل ملك الموت إليكي كي احميكي من كل سوء و ابعد عنكي المنكرات كلها و اعصمك من الخطأ اذا استطعت "

- " حقا هل انت جادا "

- " نعم سوف تجديني دائما معكي متى اردتي و لكن لا تخبري احدا بذلك و أعيدي الكتاب الى المكتبة فهناك مكانه و أطلبي من أباكي ان يسامحك على الخطأ الذي اقترفتيه " و اختفى فجأة و استيقطت كارول من نومها عند الصباح و يداها متهكمة و متعبة و لكنها سعيدة و لكن ظنت انه مجرد حلم ..

ذهبت الى أمها فوجدتها تحضر الإفطار لزوجها فقالت لها : " أين أبي ؟ "

و هي تحضر الإفطار أجابت دون النظر إليها لأنها مشغولة : " انه في الفرندا يقرأ الصحف "

فسرعان ما ذهبت نحو الفرندا فوجدته يقرأ الصحف فجلست بحواره و قالت : " أنا آسفة يا أبي " و ركعت و قبلت يداه , فنظر إليها و قال : " اجلسي هنا يا ابنتي "

فجلست بجواره مرة أخرى ثم أردفت : " ما الخطأ الذي اقترفته ؟ "

خلع نظارته الطبية و ألقاها على الطاولة الدائرية ثم عدل موضعه نحوها و قال : " انا يا ابنتي لا اكترثت الى ألفان او ثلاثة او أربع الآلف و لكن المبادئ لا تتجزأ هو الآن خطيبك و لا يجب ان يسمح لنفسه ان يأخذ مالا من خطيبته إلا لسببان أما انك أصررتي على ذلك و أما بأنه ليس لديه كرامة , و أنا اشك في ذلك , هل تعتقدي أني اذا سقطت ماديا هل سوف اطلب من أمك مالا , بالرغم أني اعلم أنها لديها أموال لا تحتاجها , لانه هو الآن عندما يراكي انك تعطيه مالا سوف يعتقد بأنه ملك يداكي لمجرد انك قدمتي له المساعدة بهذا الجزء البسيط من المال , هذا يزحزح الرجل في نفسه و يشك بأنه دمية , لا أريد منكي ان تذهبي إليه و تطلبي بإعادة المال لكن استخيري من هو أكبر منك كي لا تقعي في المحظور "

ظهرت الابتسامة على شفتاها و قبلت جبين أباها و همت للخروج فوجدت أمها أمامها تحمل صينية الإفطار

فتنحت أمها و مرت كارول من جانبها فقدمت الى زوجها الإفطار و جلست أمامه و قالت :

" ما رأيك اذا قدمنا موعد الزواج باقي شهر و نصف لماذا هذا التأخير ؟ "

رد و هو يتناول إفطاره : " نحن ننتظر وصول صفقة المواشي من البرازيل و على حد علمي بأنهم لا يملكون شي سوا المبلغ الذي شارك به لذلك لا يريد وضع نفسه او ابنه في حرج لذلك قرارا ان يتم الزواج بعد وصول الصفقة من الخارج و هذا سوف يسهل الكثير عليه بالطبع – سكت ثم قال – اين الشاي ؟ "


دخلت كارول فجأة و قالت لأبيها : " هل أستطيع أن اذهب الى ديفيد اليوم "

- " لا مشكلة و لكن لا تخبريه بشأن المبلغ الذي أعطيتيه اياه "


- " حسنا "

**

-10-

دخلت كارول المكتبة فوجدت انه يتحدث مع أشخاص من كبار الشخصيات ظلت واقفة منتظرة حتى ينتهي من الحديث معه فظلت تتجول في المكتبة حتى خرجوا منها فذهبت نحو ديفيد و فرحبا ببعضهم البعض و جلست بجواره و قال لها : " هل هناك امرا ما "

- " لا لا شي فقط جئت كي اعيد لك الكتاب هذا لاني لم أستطيع قراءة العبرية من الواضح اني نسيتها "

- " لا يهمك "

و اخذ الكتاب منها و قال لها : " ما أخبار العائلة هل قلتي لوالدك بأنك أعطيتني المال "

باستغراب : " و لماذا تتكلم بهذه اللهجة "

بإصرار : " هل قلتي له ام لا "

- " بالتأكيد "

ظهر على وجه الارتياح

اقترب منها قريبا و قال لها : " هل لي ان أطلب منكي طلب "

- " بالطبع "

- " هل تقبلي ان نخرج اليوم في نزهة "

- " حسنا "

رأت رجل متقدم نحوهم فقام ديفيد يقول بصوت عالي : " صديقي العزيز برايت لم أراك منذ أربع اشهر " فأقترب منه و رحبا ببعضهم و جلس امام كارول

فقال له ديفيد : " نعم هذه خطيبتي كارول "

أحنى رأسه لكارول دليلا على الاحترام فلاحظت انه يتحدث في تفاصيلهم فقالت لديفيد : " المعذرة سوف اتجول في المكتبة للحظات "

فقال لها : " حسنا "

ابتعدت كارول تقريبا سبعة امتار فلن يستطيع ان يراها ديفيد بسبب أرفف المكتبة التي تحوي الكتب فوجدت أمامها الملاك الذي رأته في منامها فابتسمت و قالت :

" انت مرة آخرى , لقد ظننت بأنه مجرد حلم "

ابتسم لها و قال : " سوف تريني متى ارتدي "

- " ما اسمك بماذا أنعتك "

- " تستطيع ان تنعتيني بـ ... بـ أهافائيل "

تأملت كارول الاسم و قالت : " أحب الله , اليس كذلك "

" اخبري أباكي بأنك تريد الخروج مع ديفيد فإذا وافق فلا مشكلة أما اذا رفض فاعتذري له " و اختفى على الفور . . . فظلت تتلفت حولها فخرجت كارول خارج المكتبة و اتصلت بإباها و سألته على الموافقة فوافق . .


****


-11-

مرت أيام و أيام و بقى شهر على وصول الصفقة من الخارج و في يوم طلب ديفيد من أبيها أن يدعو العائلة بأكملها إلى العشاء في مطعم مميز في وسط المدينة فوافق جون على الدعوة و بالفعل ذهب الجميع إلى مطعم و هما جون و زوجته كريستين و ابنته كارول و سارة و روبرت و زوجته هاليدا و ديفيد و ماري

بينما هما جالسين على طاولة العشاء و حولهم أناس كثيرة و الجميع يتحدث الى الباقي و الجو هادئ جدا فجاء النادل و قال لهم : " مرحبا يا سادة , هل اجلب الشوربة قبل تناول العشاء "

فرحب الجميع بالفكرة و قال جون له :

" نعم من فضلك "

فذهب النادل على الفور

فنظرت كريستين الى هاليدا و قال : " الجو في هذا المطعم ممتاز أليس كذلك ؟ "

ردت كريستين : " نعم – ثم نظرت الى ديفيد – أين وجدت هذا المطعم "

رد ديفيد بخجل : " لا الأمر كله اني وجدته بالصدفة مع بعض أصدقائي كنا نتناول الغداء هنا منذ أسبوعان "

نظر روبرت الى جون بأهمية قائلا : " ما اخبار أخيك مايك , لم اسمع عنه أي أخبار منذ آخر مرة كنت فيها في مكبتك "

جون : " مايك رجل غريب التصرفات لا يبدي ما يفعل لقد اخبرني بأنه سوف يسافر الى اسكتلندا الى أمرا طارئ و لم يخبرني عن السبب "

بينما هما يتبادلا الحديث جاء النادل و هو يحمل صينية الشوربة فقام بتقديم الأطباق على حسب العمر ثم تقدم روبرت و قال : " من فضلك نريد 8 أطباق من اللحم الضأن المشوي بعد الانتهاء من الشوربة "

رد النادل و قال : " حسنا سيدي " و ذهب بعدما قام بتسجيل في مدونته ما طلب منه . .

بعد دقائق قامت كارول من مقعدها و قالت لأبيها :

" المعذرة يا ابي سوف أذهب الى دورة المياة كي اغسل يداي " فتركتهم و ذهبت نحو دورة المياة بينما المفاجأة وجدت الملاك أهافائيل يقف خلف الجدار و كأنه ينتظر أحد فاقتربت منه كارول قائلة : " مرحبا أهافائيل "

نظر إليها و بادلها التحية

- " هل تريد أن تخبرني شي "

- " لا "

- " اذا ماذا تفعل هنا "

- " لدي مهمة يجب ان اقضيها "

- " مهمة ... غيري "

- " مايكل رئيس الملائكة كلفني بقبض حياة هذا الرجل الذي جالس هناك مع ابنه الصغير "

- " لماذا هل فعل شي خطأ "

- " ليس بالضرورة , الموت محتم على البشرية كلها و هذا قدره و قد انتهى "

- " و هل يعلم بأنه سوف يموت "

لاحظ بوجود يد على كتفيها فاختفى , فنظرت فوجدت أختها الصغيرة سارة تقول لها : " إلى من تتحدثين " فأشارت بيدها إليه و قالت : " إلى .... لا شي لاشي "

عندما نظرت الى الملاك لم تجده فقالت لسارة :

" ما الذي أتي بكي الآن ؟ "

- " لا شي و لكن أبي قال لي اذهبي اغسلي يداكي " ذهبت كارول و سارة إلى دورة المياة . و عندما عادت وجدت حالة المطعم غريبة جدا هناك أناس مجتمعون حول طاولة الذي أشار إليها فاقتربت منهم فوجدت أباها يجرها نحوه : " اجلس يا ابنتي "

- " ما الأمر يا أبي ؟ "

- " هذا الرجل الذي جالس هناك مات بسبب الإختناق "

أصابها الفزع على الفور

- " أي انه لم يقتل "

نظر إليها بغرابة و قال : " لا ... لم يقتل "


***

-12-

جلست كارول أمام ديفيد في المكتبة و قالت له :

" مرحبا يا عزيزي كيف حالك "

- " بخير "

" هل حلـُت مشكلتك بعد ؟ "

- " نعم نعم وصلت الصفقة من الخارج كما تعلمين و كلا منا أخذ نصيبه منها "

قام بسحب درج مكتبه و اخرج ورقة و أعطاها قائلا :

" تفضلي هذا مالكِ "

- " هل تعتقد ان بيننا فرق "

- " لا هذا شرطي و أنتي قبلتي , أليس كذلك "

- " حسنا " و أخذت منه المال ثم قالت : " هل قمت بتحضير عدة العرس "

- " نعم نعم لا تقلقي , و الكنيسة التي سوف نقيم مراسم الزواج جاهزة و كذلك القس أيضا , لقد اتفقت معه على كل شي "

نظرت الى السقف و قالت : " كم أنا سعيدة لذلك أتمنى ان تمر هذه الأيام بسرعة "


- " لا تقلقي أنها فقط ثلاثة أيام "

ثم جاءت ماري و معها كتابا تقول : " هيا يا كارول كي نذهب كي لا نتأخر "

نظر ديفيد الى كارول و قال : " الى أين "

تقدمت ماري و جلست امام كارول و قالت : " لا لا و لكن هناك مسابقة في الرسم و أريد ان أتقدم بهذه المسابقة "

- " حسنا "

سبقتها ماري نحو الباب بينما كارول تحدث ديفيد قائلة : " سأحول ان أتخلص من أختك و آتيك على الفور "

ضحك ديفيد و خرجت مع ماري و عندما عادت عند المساء فلم تجد احد في المنزل فصدمت فليس من عادتهم ترك المنزل فارغا

فقالت لها ماري : " أسالي أحد الجيران قد يكونوا على علم بما حدث "

تركتها فورا و ذهبت الى رولا المرأة عجوز جارتهم فسألتها عن سبب خروجهم جميعا قالت لها : " والدتك أغمى عليها و نقلها أباك إلى المستشفى التي تسبقنا بشارعين "

***


-13-


دخلت كارول و ماري فوجدت أباها و أختها سارة واقفا امام غرفة المريضة , قالت لأبيها : " ما الأمر "

بيأس : " لا اعلم حتى الآن "

بينما سارة تبكي و تبكي , ركعت كارول أمام سارة و قالت : " لا تبكي فأمنا بخير "

ثم انتصبت مرة أخرى حتى خرج الطبيب و قال لجون : " لا تقلق يا سيدي فزوجتك الآن تتحسن , الأمر بأنها أصيبت بأزمة قلبية حادة و لكنها تتحسن الآن "

الجميع حمد الله ثم قالت كارول :

" هل أستطيع ان أراها "

نعم و لكن يفضل بعدم دخولكم جميعا يكفي واحد يلو الأخر , بعد أزنكم " و انصرف الطبيب

فقالت كارول لأبيها :

" هل تسمح لي يا أبي ان ادخل أولا "

" حسنا يا ابنتي تفضلي "

فدخلت كارول بحرص شديد فكانت الغرفة شبه مظلمة فوجدتها نائما على سريرها و بجوارها العديد من الأجهزة فجلست بجوارها و قالت : " أتمنى من الله ان يعافيكي و ان تستردي صحتك "

بعد ذلك و هي شاردة مع أمها أحست بأن شخص ما غيرها في الغرفة فعندما دققت النظر وجدت أمامها على بعد ثلاثة أمتار أهافائيل جالس على المقعد الآخر ,

و في المنتصف أمها فقالت له بحزن : " مرحبا , لماذا تركتني كل هذه الفترة "

بترحيب و بخفة : " مرحبا يا ابنتي , كيف حالك "

- " بخير , من فضلك أمي مريضة افعل شيئا ؟ "

- " ادعوا لها ان يغفر الله لها , و يرحمها "

ردت بيأس : " لماذا تقول هذا "

بهدوء : " القدر اختارها , هذا قدرها "

فقامت بإحتتضان أمها كي تحميها منه و هي تقول بصراح : " لا لا أرجوك "

بينما هي تحضن أمها , تسمع صوت إنذارات من الأجهزة بأن نبضات القلب تضعف و تضعف و الأم تحاول أن تتنفس مرارا و تكرارا , فابتعدت عنها و هي تصرخ بشدة : " أمي .. لا .. أمي "

و أخيرا أطلق الجهاز صوت الصفير بان القلب توقف تماما . . و اختفى أهافائيل من الغرفة

بينما كارول تستلقي على أمها و هي تبكي

فدخل الطبيب و جون الغرفة فوجد ان القلب لا ينبض فطلب من الجميع الخروج من الغرفة , فحاول الطبيب ان ينبض القلب بواسطة الكهرباء و لكن لم يستطيع فخرج للجميع و اخبرهم بان السيدة كريستين قد فارقت الحياة ...

***


-14-

مرت حاولي أسبوعان على وفاة السيدة كريستين براين و قرر ديفيد تأجيل العرس شهران وبالفعل كارول رحبت بالفكرة , و لكن لم تكن تخرج من غرفتها أبدا طوال الأسبوعان فقرر أبيها السفر الى خارج لندن لقضاء إجازة لمدة اسبوع , فوافقت كارول و لكنها طلبت من أبيها دعوة ديفيد للذهاب معهم , و لكن رفض و قال من الأفضل ان تسافر كارول مع والدها فقط , هذا افضل لها

سافر السيد جون براين و ابنته كارول الى كارديف حيث الخضرة و الجمال و الرونق الطبيعي , فمكثا في منزل استأجره يقع في وسط المدينة , فظلت تفكر كارول بخصوص الملاك أهافائيل و علاقته بموت أمها فطلبت من أبيها ان يسمح لها بأن تخرج تتجول في المدينة في مفردها , فخرجت تبحث عن كنيسة فدخلتها و حاولت ان تبحث عن رجل الدين فقال لها : " ماذا تريدي يا ابنتي "

جلست كارول على في المقاعد المخصصة لزوار الكنيسة و جلس بجوارها القس فقالت له : " يا أبت , هل الملائكة تستطيع ان تميت من تريد ؟ "

بكل وقار : " لا يا إبنتي , الله وحده هو الذي يحدد من يموت و من يحيى "

لاحظت بقدوم احد الرجال و يقول لقس : " أبت هل أستطيع ان أتحدث معك "

نظر القس الى كارول : " المعذرة يا أبنتي "

و قام القس و ذهب مع هذا الرجل ....

ذهبت كارول خارج الكنيسة و هي تحدث نفسها

و تقول : " لماذا لم يظهر الملاك مرة أخرى "

فصعدت الى المنزل فوجدت أبيها يشاهد التلفاز , فقال لها : " أين كنتي في هذه الساعة المتأخرة "


دخلت و جلست بجواره : " لا كنت أغير أنفاسي بهواء نقي " ,,, .......


مر ثلاث ايام و قرر السيد جون السفر في اليوم التالي

بعدما اعد حقائبه قال لكارول : " اذهب استلقي أنتي و سوف أيقظك عند الصباح "

- " حسنا "

فاتجهت نحو غرفة النوم و غفيت بعد ثواني معدودة و لكنها استفاقت على صوت انفجار أفزعها فقامت على الفور و فوجدت بأن الإضاءة لا تعمل و مازال صوت الانفجار يدوي فخرجت الى الصالة فوجدت حريق عند لوحة الكهرباء و لكنه يمنعها من التحرك و الضوء منقطع تماما

فقال لها أباها : " ابتعدي عن النار سوف أأتي كي انقذك "

فقفز من فوق النار و أنقذها و حاول ان يخرج من الباب و لكن شيئا ما وقع على ساقيه فصرخ بصوت عالي

فلم يستطيع ان يتحرك فقال لها : " اهربي أنتي يا كارول ... هيا "

فحاولت ان تساعده و هي تصرخ : " لا يا أبي "

فرأت أمامها وسط النار الملاك أهافائيل

فقالت له : " ساعدني " و هي تحاول إنقاذه بقوة

فقال لها : " اتركيه هذا وقته اخرجي كي لا تموتي "

فتجاهلته و قالت بصراخ : " اصمت ... " فظلت تحاول إنقاذه فقال لها : " الى من تتحدثين "

و هي تبكي : " أبي لقد كذبت عليك "

و فجاء لاحظت بيد تمتد إليها و تنقذها من النار و أخرجتها خارج المنزل في نفس الوقت اندلع انفجار قوي في المنزل فعلمت بأنه لم ينجو . . .

و هي تصرخ و تقول : " أبي ... أبي " و تحاول ان تدخل المنزل و لكن الذي أنقذها يقيدها بيداه

***

-15-

النهاية



سافرت كارول بمفردها الى لندن و دخلت بيتها فرأت أختها الأصغر فطلبت من ديفيد إبقاء سارة بين أهله الى ان تهدئ أوضاعها فجلست في احد المقاعد و قالت لنفسها : " لقد خسرت أمي و أبي "

فبكت كتير حتى غشيّ عليها و نامت . . .



بعد هذا الحدث بشهر عرض عليها ديفيد ان يخرجا الى إحدى المطاعم في لندن فوافقت على دعوته . .



بينما هما جالسين على طاولتهم يتناولا العشاء قال لها ديفيد : " لم تحددي موعد جديد للزواج "

لم تنظر إليه و قالت : " لن احدد موعدا إلا بعد مرور عاما "

فزع ديفيد و صرخ : " عاما "

نظرت إليه بحدة : " اخفض صوتك "

نظر حوليه ثم قال لها : " عاما كتير , اذا كنتي لا تريديني فأخبريني "

نظرت إليه بسخرية : " أنت أكثر مللا اليوم "

فنظرت حولها على سبيل ان تجد دورة المياة ثم عادت النظر الى ديفيد و لكنها رأي شي غريب ثم إعادت النظر مرة أخرى فرأت الملاك أهافائيل فنظرت مرة أخرى الى ديفيد و قالت :

هل تسمح لي عشر دقائق "

- " تفضلي "

فذهبت نحو على الفور و قالت له بأهمية : " ما الذي أتي بك الآن "

فقال لها : " جئت من أجل الشاب الذي يجلس هناك بمفرده " , و أشار الى ديفيد

فنظرت إلى ديفيد ثم نظرت إليه وصرخت : " لماذا "

فقال لها بهدوء : " أنتي مؤمنة يا ابنتي و هذا قدره "

سقط بعض الدمع من عيناها و قالت : " لماذا تأخذ مني كلا من أحبه "

- " هذا قدرهم يا إبنتي "

نظرت إليه باشمئزاز و قالت : " تبأ لك "

فركضت بسرعة و أخذت بيد ديفيد و خرجت خارج المطعم و لكن من سرعتها لم تلاحظ ان هناك سيارة مسرعة قادمة نحوهم و لكنها لم تكن ترى احدا لأنها تحاول الهرب من الملاك فكادت ان تصدم ديفيد و لكن عندما رأتها فتقدمت بسرعة أمام السيارة و أبعدت ديفيد بعيدا فصدمتها بشدة فابتعدت عن السيارة مسافة 5 أمتار و نجا ديفيد منها . . .

ركض ديفيد نحوها بسرعة و لكنها متهشمة و يسيل منها الدماء من جميع أجزاء جسمها , فحاول ديفيد ان يهدئها و قال : " كارول حبيبتي اصمدي "

ثم صرخ للجميع : " النجدة "

فوقف الملاك أهافائيل أمام كارول بيأس

و قال : " الحب قتلها " و ماتت بعدها بدقيقة


***

نهاية أخرى

فركضت بسرعة و أخذت بيد ديفيد و خرجت خارج المطعم و لكن من سرعتها لم تلاحظ ان هناك سيارة مسرعة قادمة نحوهم و لكنها لم تكن ترى احدا لأنها تحاول الهرب من الملاك ولكن مرت سيارة بسرعة فصدمت كارول و ديفيد فابتعدا كارول عن ديفيد و أصبح بينهم 10 امتار على الأقل . . .

فوقف الملاك أهافائيل أمام كارول بيأس

و قال : " الحب قتلها "

فرأى أمامه ملاك آخر يقف على بعد عشرون متر ينظر الى ديفيد . .. .

تمت بعون الله

محمود غسان





عبارات البحث

العاب ، برامج ، حسابات ، MOLLABORJAN منتديات ، كوكيز , مواقع الرفع .





hgpf rjgih - rwm lojgtm , lld.m frgl lpl,] yshk lpl,] lojgtm hgpf frgl

 ضع تعليق باستخدام حساب الفيس بوك  










رد مع اقتباس
قبل ان ترسل محتوى الموضوع الى صديق تذكر ان الله يراك لا ترفق كلمات خادشه برسالتك او الصور الخادشة اللهم قد بلغت اللهم فأشهد
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
 

مواقع النشر (المفضلة)


القسم الادبي = Literature Section



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة BB code is متاحة
لا تستطيع الرد على المواضيع الابتسامات متاحة
لا تستطيع إرفاق ملفات كود [IMG] متاحة
لا تستطيع تعديل مشاركاتك Forum Rules
الانتقال السريع

الحب قتلها - قصة مختلفة و مميزة - بقلم محمود غسان


Bookmark and Share


All times are GMT -8. The time now is 03:16 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.7

RSS - XML - HTML  - sitemap

 

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات MOLLABORJAN.

Site is Hosted by dimofinf : 
استضافة غير محدودة

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر الإدارة .

مشاهدة طاقم الإدارة