كابيلو: "ثورة برشلونة حديثة العهد وعلينا انتظار ابتكار جديد في المستقبل"

الغنى , برشلونة , ثورة , حديثة , كابيلو:

تطرق فابيو كابيلو مدرب الحالي للمنتخب الروسي عن واقع اللعبة الحديثة في حوار له مع موقع الاتحاد الدولي "الفيفا"، وأشار إلى أن أسلوب الكرة تغير كثيرا مقارنة بالسنوات الثمانينيات والسبعينيات...






كابيلو من مواليد سنة 1948 بمقاطعة غوريتسيا، بدأ مداعبة اللعبة سنة 1946 في نادي سبال الذي كان ينشط في الدرجة الثانية في إيطاليا، ليشد الرحال بعدها إلى عاصمة البلاد وبالضبط إلى روما الذي تقمص ألوانها لمدة عامين وينتقل إلى جوفنتوس ثم ميلان الذي بقي في صفوفه حتى اعتزاله، كما سبق أن درب ميلان الذي فاز معه برابطة أبطال أوروبا سنة 1994 أمام برشلونة، و درب كل من بارما، جوفنتوس ومنتخب إنجلترا، قبل أن يستقر سنة 2012 مع المنتخب الروسي الذي مازال يتولى الإشراف على تشكيلته الحالية.







ما رأيك في مستوى بطولة كأس القارات التي جرت مؤخرا بالبرازيل؟

السؤال الذي يطرح حاليا هو المفاجأة التي أحدثها منتخب البرازيل أمام إسبانيا، الكل يعرف نقاط قوة تشكيلة لاروخا وطريقة لعبها، وعلينا أن نعترف أنه من الصعب الفوز على منتخب يضم في صفوفه نجوم ينشطون في أقوى ناديين في العالم في صورة كل من برشلونة والريال، كان سكولاري قبل بداية البطولة الأوفر حظا للفوز بهذا اللقب لأنه يتمتع بتشكيلة تضم أسماء كبيرة، فضلا على أن المنافسة تلعب في البرازيل وعامل الأرض والجمهور يصنع الفارق في مثل هذه المناسبات، أعتقد أن الفرصة كانت كبيرة لدى منتخب البرازيل الذي كان عليه إثبات وجوده والفوز على بطل كأس العالم الأخيرة لإعادة مجده الذي ضاع مؤخرا بسبب نتائج أثارت حفيظة محبي السامبا، كان من المثير للاهتمام رؤية كيف تمكن رفقاء نايمار من استرجاع الكرة وسط الميدان وتفادي الاستحواذ عليها بنسبة 65% من طرف الإسبان كما عودونا دائما، لذا أعتقد أن البرازيليين نجحوا في رهانهم قبل نهائيات كأس العالم الموسم المقبل.



هل تعتقد أن الفوز على منتخب مثل إسبانيا هو بمثابة مفاجأة؟

إيطاليا بدورها صعبت من مأمورية منتخب إسبانيا التي لم تجد سهولة مجابهة رفقاء بوفون الذين أقحموا ثلاثة مدافعين، والاعتماد على تضييق الخناق على لاعبي وسط ميدان للحد من خطورة كل الثنائي تشافي وإنييستا، وقد رأينا الإرادة الفولاذية التي أظهرها لاعبو إيطاليا الذين ساهموا في الاستحواذ على الكرة في وسط الميدان وأجهضوا عدة محاولات لانطلاق هجمات منتخب الإسباني من تلك المنطقة التي تعد قوة حامل النسخة الأخيرة لكأس العالم، لذا عانى المنتخب الإسباني الأمرين، وسمح هذا لنا كمدربين أن ندرك بشكل ما كيف نهزمه، وبدون شك أخذ فيليبو الذي يعتبر مدربا كفئا عبرة من هذه المباراة، ومنح للمختصين نقاط ضعف منتخب الإسباني.



هل تعتبر خسارة الإسبان في النهائي أمام البرازيل نهاية هيمنة هذا المنتخب على العالم؟

لا أشاطر هذا الرأي، إسبانيا مدرسة كروية ولا يجب أن نقع في الخطأ، علينا أن نمنح لكل طرف حقه فتشكيلة ديل بوسكي انطلقت قوتها من فئة الشبان، يجب أيضا أخذ بعين الاعتبار أنها حظيت بيوم أقل من الراحة، ولعبت الأشواط وسط حرارة عالية لم يتعود عليها نجوم الإسبان من قبل، كان من المفروض أن يتم التوقف من حين لآخر لفسح المجال لبعض اللاعبين لتفادي جفاف الجسم، كل هذه العوامل لم تخدم الإسبان وعرقلت مجهوداتهم في المنافسة، وكمدرب أظن أن مثل هذه الأسباب قد تصنع الفارق في مثل هذه البطولات.



ما رأيك في المستوى الذي قدمه المنتخب البرازيلي في هذه البطولة؟

المنتخب البرازيلي لديه تاريخ كبير، والتشكيلة الحالية تضم أسماء لاعبين كبارا ينشطون في أعلى مستويات، سكولاري لديه تشكيلة تتمتع بالقدرة على تقديم عروض خيالية في أي مباراة، وما شد انتباهي أن خط وسط المنتخب بدا يتعامل بشكل جيد مع الكرة، ولكن هناك عدد قليل من صانعي الألعاب في صفوفها، هناك نايمار وأحيانا يظهر أوسكار، هذا المنتخب بدون شك أقوى بدنيا مما قد يريده المشجعون المحليون الذين يتوقون إلى أسلوب فريق سنة 1970 و1982، ولكن من الصعب جدا التغلب عليه، لذا أعتقد أن البرازيل بلغ شوطا هاما من التطور.



طريقة الضغط في منطقة الوسط التي انتهجها منتخب البرازيل ذكرتنا بالنظام الذي كنت تعتمد عليه في ميلان، أليس كذلك؟

الأمر يتعلق بابتكار أشياء لا تطبقها أندية أخرى، كرة القدم تغيرت في السابق، المهاجم كان يكتفي بصناعة الأهداف فقط، لكن المهاجمين يمارسون الضغط على حامل الكرة حاليا، ويساهمون بالدفاع في أغلب لحظات المباراة، تغير الوضع بشكل كبير وأصبحت اللعبة تعتمد على اللعب الجماعي الكل يهاجم ويدافع، إنها أشياء جميلة نراها الآن في الملاعب، إلا أنه من الصعب الفوز بالمباراة في نفس الوقت، أرى أنه من السخافة الاستمرار في الحديث عن نظام 4-3-3 أو 4-4-2، بالنسبة لي الخطة الحالية هي 9-1، تسعة لاعبين يدافعون ويهاجمون في نفس الوقت، يجب اللعب كفريق واحد ولم يعد كافيا أن يشغل الفريق في مساحة معينة.



هل صحيح أنك كنت تردد عبارة "اللعب الهجومي ليس حديثا" خلال إشرافك على ريال مدريد؟

لا لم أقل هذا أبدا، لدي كتب في الأنترنت ويمكنك التأكد منها في أي وقت، في موسم الأول لي مع ريال مدريد كنت أعتمد على راؤول، ميانوفيتش وفيكتور في الجناح الأيمن، ريدوندو وسيدورف في خط الوسط، هل يعقل توظيف مثل هذه الأسماء في خطة دفاعية؟ في مرحلتي الثانية كنت أوظف ثلاثة مهاجمين، وهو ما يعني أني أطبق خطة هجومية، ولكن لا يجب إخفاء الحقيقة، هذه الطريقة قد لا تخدمك في بعض الحالات وتعود عليك بالسلب، ففي بعض الأحيان كنت أقحم فان نيستلروي ورونالدو، النتيجة؟ خسرنا ثلاث مباريات من أصل خمس، وكان برشلونة يتفوق علينا برصيد تسع نقاط، لكن في نهاية المطاف فزنا باللقب دون إشراك الكثير من المهاجمين، قد يخال المرء أن امتلاك مثل هؤلاء المهاجمين يضمن تسجيل الكثير من أهداف، ولكن هذا غير صحيح دائما، اعتماد الخطة الهجومية هو طريقة حديثة لكن يجب الحذر منها في بعض الحالات.



إذا نظام غالاكتيكوس لم يكن فعالا باستمرار؟

في ريال مدريد كان عندي بيكام في الجناح الأيمن، رونالدو، فان نيستلروي وراؤول في الهجوم، لكننا كنا ننهزم أحيانا "يضحك"، لذا فتوظيف لاعبين موهوبين في نفس الوقت قد يعود بالسلب على التشكيلة في بعض الحالات.



ماذا تعني لك كرة القدم في هذا العصر؟

هل تتحدث عن رقعة اللعب في الملعب أو خارجها؟ لأن هذا مختلف تماما، الإعلام الرياضي تطور بشكل كبير وأصبحت الجماهير تقف على كل صغيرة وكبيرة في الصحف، التلفزيون والأنترنت، فضلا عن وجود أموال فأغلب الأندية تتمتع بسيولة مالية قادرة على تسيير شؤون فرقها بسهولة، أما عما يحدث في الملعب، فأعتقد أن الميزة الثابتة أدت لإمكانية دراسة طريقة اللعب في كل أنحاء العالم إلى بذل مزيد من الجهد من طرف المدربين حتى يتعلموا، وهو ما يسمح لهم بنهج لعب أكثر تكتيكيا، لذا من الصعب الفوز بمباراة إذا لم يكن لديك لاعبون متميزون، فعلى سبيل المثال، في الشوط الأول من مواجهة البرازيل والأوروغواي عرفت هذه المباراة تطبيق لعب تكتيكي والقضاء على المساحات داخل المستطيل الأخضر، لأن الفريقين يعرفان بعضهما حق المعرفة، كما كان يقول الصحافي الإيطالي جياني بريرا: "يبدو الآن أن المباراة المثالية هي التي تنتهي بنتيجة التعادل السلبي".



هل من الممكن الابتكار في ظل هذا التكافؤ؟

مر تاريخ لعبة كرة القدم بمراحل مختلفة أي ثلاث ثورات، وسأعطي مثالا من هذا الجانب أجاكس أمستردام في السبعينيات كان يعتمد على مصيدة التسلل والضغط على حامل الكرة، ميلان كذلك في سنوات الثمانينات والتسعينات، لكن برشلونة الحالي لم يكتف باسترجاع الكرة فقط بل احتفظ بها، طريقة استرجاع لاعبي برشلونة الكرة تعتمد على الذكاء لحظة ضياعها، وكل هذه المستجدات عندما يتم دراستها بشكل جيد سيتم ابتكار أشياء جديدة في الكرة الحديثة حاليا.



متى سنرى ابتكار جديد وكيف ترى مستقبل اللعبة؟

هذا سؤال جيد؟، هذا الابتكار لا يحدث بسهولة، حدثت هذه الثورات تقريبا كل 15 سنة، وثورة برشلونة حديثة العهد، ولهذا أعتقد أنه يجب علينا الانتظار لبعض الوقت لمعرفة ما قد يحدث في المستقبل.

الموضوع الأصلي: كابيلو: "ثورة برشلونة حديثة العهد وعلينا انتظار ابتكار جديد في المستقبل" || الكاتب: siempre || المصدر: منتديات MOLLABORJAN

المصدر: منتديات MOLLABORJAN - من قسم: رياضة x رياضة = Sports Section

ضع تعليق باستخدام حساب الفيس بوك