«فتاوى تويتر» جدل في فضاء مفتوح

مفتوح , تويتر» , جدل , في فضاء , «فتاوى

أحدثت مواقع التواصل الاجتماعي منذ انطلاقتها القريبة ثورة تفاعلية، وسريعاً استقطبت الملايين من الصغار والكبار والرجال والنساء، ومن ثقافات متعددة. وفي غضون شهور أو أيام معدودة، أضحت تلك الأدوات من أولويات الكثيرين حول العالم، في التواصل والمتابعة والتعليق حول جملة من المواضيع.

ويبقى موقع «تويتر» الذي انطلق قبل بضع سنوات، أحد العناصر الثقيلة في موازين مواقع التواصل الاجتماعي، الذي أصبح أسرعها نمواً، ذلك لسهولة استخدامه من خلال الهواتف المتحركة والأجهزة اللوحية، إذ شهد النصف الثاني من عام 2012 زيادة في عدد المستخدمين بلغت 40%، ووصل عدد المستخدمين إلى ما يقارب نصف مليار مستخدم، منهم أكثر من 288 مليون مستخدم نشط.

ورقة عمل

ذلك حسب ما جاء في ورقة عمل ناقشها علي الأحمد الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي في «اتصالات»، في المجلس الرمضاني الذي نظمه نادي دبي للصحافة في قاعة زعبيل بمركز دبي التجاري.

في خضم الأرقام الواردة من تغريدات ومشتركين في ميادين متنوعة، ذهب أكثر التغريدات إلى الموضوعات الترفيهية، وحلت الموضوعات الدينية في أدنى الهرم بنسبة لم تتجاوز 15%، من إجمالي النقاشات، لكن وعلى الرغم من النسبة القليلة التي نالتها الموضوعات الدينية، إلا أن تعدد الآراء وكثرة الفتاوى فيها، هو ما يستدعي العرض والوقوف على بعض النقاط المهمة تجنباً لمزيد من الأخطاء.

زيادة شعبية

أكد علي الأحمد أن موضوع الفتاوى الغريبة أو المثيرة للجدل ليس جديداً، لكنه اكتسب أهمية وانتشاراً أكبر مع تزايد استخدام شبكات التواصل الاجتماعي التي صعّدت الردود ووجهات النظر فيها لعدد من الأسباب، أهمها سهولة استخدام هذه المواقع، واستغلال البعض لإمكانية إنشاء حسابات مزيفة أو وهمية بأي اسم، أو استخدام بعض من يدعون العلم لهذه الشبكات بهدف زيادة شعبيتهم، إضافة إلى طبيعة هذه الشبكات الاجتماعية، إذ يتم تناقل المعلومات والأخبار بسرعة كبيرة، وتحظى الموضوعات الساخنة بتداول كبير من قبل المؤيدين والمعارضين لها، وينطبق هذا بشكل خاص على «تويتر»، لأنه يمكن المستخدمين من مشاركة الموضوعات والمعلومات بشكل سريع وإبداء الرأي فيها.

وأوضح أن البعض يستغل ذلك لنشر موضوعات مغلوطة أو آراء متطرفة أو حتى إنشاء حسابات مزورة لأناس معروفين من كبار الأسماء في مختلف المجالات، بما في ذلك أسماء العلماء والباحثين في الشريعة وما يتعلق بها، ويساعد هذا على سهولة نشر الفتاوى، خاصة في حالة «تويتر» مع استخدام الوسم (hashtag) للدلالة على موضوع معين والترويج له، حيث يمكن لمن يبحث عن أي موضوع أن يرى كافة التغريدات المتعلقة به من خلال الوسم.

مشاهدة الآراء

وأشار إلى أن من الإيجابيات التي تتمتع بها مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً «تويتر»، أنها تسمح للمستخدم بمشاهدة آراء مختلف الأطراف وإبداء رأيه الخاص على عكس الوسائط التقليدية مثل الإعلام المقروء أو التلفاز والإذاعة، وعند البحث عن كلمة «فتوى» على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر مدى شعبية «تويتر» في مناقشة الفتاوى، فقد حظي بما نسبته 88% من حجم نتائج البحث، ويعود ذلك للأسباب التي تم ذكرها سابقاً، لكن العديد من الفتاوى المثيرة للجدل بدأت من خلال مقابلات على التلفاز يتم تداولها على موقع يوتيوب، وينشأ حولها نقاش على «تويتر».

وبين أن الفتاوى التي يتم تداولها على الإنترنت وبشكل خاص على «تويتر»، تتطلب الوعي وإعمال العقل والمنطق فيما يُروى ويُسمع قبل قبول الفتوى أو رفضها ومهاجمتها، وسؤال من يمتلك فعلاً العلم والقدرة على الفتوى، مشيراً إلى أن الكثيرين يهملون التوجه إلى المواقع التي تقدم معلومات مبنية على علم ودراسة وتمثل الوجه الحقيقي لديننا الوسطي الحنيف، ويوجد في دولة الإمارات مثلاً موقع مختص للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف يقدم خدمة الفتاوى لكل سائل ويضم أرشيفاً هائلاً للفتاوى عن العديد من الموضوعات.

تعاون وتوعية

ولفت في ختام نقاشه إلى أن ما نحتاج إليه هو التعاون بين الأفراد والمؤسسات والهيئات مثل هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف للقيام بحملة توعية عبر «تويتر» ومختلف وسائل الاتصال الاجتماعي، بالإضافة إلى الوسائط الإعلامية التقليدية للتنبيه إلى هذه القضية المهمة، ومواجهة سيل الفتاوى غير المنضبطة التي يتم إطلاقها، إضافة إلى توجيه الناس للحصول على الفتوى من المصدر الموثوق، كما يمكن إطلاق حملة على «تويتر» لمكافحة الحسابات الوهمية والمزورة وتوعية الناس بها لتجنبها، ولابد من الإشارة إلى أهمية الدور الذي تلعبه الجهات القانونية والقضائية والتنظيمية منها هيئة تنظيم الاتصالات والتي يمكن أن تحجب بعض هذه المواقع أو تعطيلها.

«تويتر» في أرقام

أوضح علي الأحمد أن عدد مستخدمي «تويتر» في العالم العربي حتى نهاية مارس 2013 بلغ 3766160 مستخدماً، وفي الإمارات يوجد أكثر من 400 ألف شخص يستخدمون الموقع، كما ارتفع عدد مستخدمي «تويتر» في الإمارات من نحو 90 ألفاً عام 2011 إلى أكثر من 410 آلاف مشترك، بزيادة تجاوزت ثلاثة أضعاف خلال ثلاث سنوات. وفي المنطقة العربية تضم السعودية أكبر عدد من المغردين النشطين، نحو 1.9 مليون. ويُقدر عدد التغريدات في العالم العربي خلال مارس 2013، بـ 172511590 أي أكثر من 5 ملايين ونصف يومياً، نصف هذه التغريدات تقريباً مصدرها السعودية، بينما جاءت مصر والكويت في المرتبة الثانية بـ12% والإمارات ثالثةً بـ11%.

الموضوع الأصلي: «فتاوى تويتر» جدل في فضاء مفتوح || الكاتب: siempre || المصدر: منتديات MOLLABORJAN

المصدر: منتديات MOLLABORJAN - من قسم: Twitter

ضع تعليق باستخدام حساب الفيس بوك