العبادة الدواء
mollaborjan.com tested by Norton Internet Security
أنظم لمتآبعينا بتويتر ...

آو أنظم لمعجبينا في الفيس بوك ...
دموع الفراق
 
رقم العضوية : 932
تاريخ التسجيل : Jan 2012
مجموع المشاركات : 994

رقم المشاركة:[1]
تاريخ المشاركة: [19-02-2012]

افتراضي العبادة الدواء






العبادة الدواء



اللهم اهدني وسددني وثبتني
العبادة الدواء


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن من رحمة الله بعباده، ولطفه بهم، أن اختار لهم هذا الدين القويم، ويسر لهم أسباب الخضوع بين يديه، والانكسار على عتبة عبوديته، والتلذذ بذكره، والأنس به، والإنابة إليه.

ومن رحمته - عز وجل - بعباده أن يسر لهم عبادة جليلة، وفرصة عظيمه، وقربة جليلة؛ هذه العبادة الجليلة يُطيقها كلُّ أحد: الصغيرُ والكبير، والذكرُ والأنثى، لا يُعيق فاعلها عائق، يَصْلُح أن يُؤتى بها في الليل والنهار، والجهر والإسرار.
هذه العبادة هي ديدنه - عليه الصلاة والسلام - في كل أحيانه، فلا الجنابة تمنعها، ولا السفر يحجبها، ولا يشتغل عنها بأهل وولد.

هذه العبادة لا تصلح إلا لمن شمر عن ساعدي الجد، وألقى بمفاتيح الغفلة في غيابات الجب، وآلمه حرقة الذنب.

عبادة هي من أيسر العبادات على الإطلاق، فلا يوفق لها إلا موفق، ولا يصرف عنها إلا محروم، هي يسيرة لكنها يسيرة على من يسرها الله عليه.
إن العبادة التى ندعوا لها ونحث عليها هي: داخلة في ذكر الله، وهي من ذكر الله، ألا وهي عبادة الاستغفار، فنستغفر الله، ثم نستغفر الله، ثم نستغفر الله.
إن الله - عز وجل - ما جعل من داءٍ إلا له دواء، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَه، وجهله من جهله، وإن دواءنا اليوم هو الاستغفار.. فالاستغفار، ذِكْرٌ لله، واعتراف للمنعم بالتقصير، ودعاء بالمغفرة.

إن الاستغفار دواء ناجع، وعلاج نافع، يقشع سحب الهموم
، ويزيل غيم الغموم، فهو البلسم الشافي، والدواء الكافي، وهو مكفر من مكفرات الذنوب.
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:« أَلا أَدُلُّكُم عَلى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، أَلا إِنَّ دَاءكُمُ الْذُّنُوب، وَدَوَاءُكُم الاسْتِغْفَار». أخرجه البيهقي في شعب الإيمان(15/180).
قال الربيع بن خثيم مرة لأصحابه: ما الداء؟ وما الدواء؟ وما الشفاء؟ قال:«الداء الذنوب، والدواء الاستغفار، والشفاء أن تتوب فلا تعود» الزهد لأحمد بن حنبل: (ص:70).

إن المداومة على الاستغفار له تأثير عجيب
- بإذن الله تعالى - في دفعِ الكروب، ومحوِ الذنوب، ونيلِ المطلوب، وإخراجِ الغل من القلوب، وتفريجِ الهموم، وإزالةِ الغموم، وشفاءِ الأسقام، وذهابِ الآلام، وحلولِ البركة، والقناعةِ بالرزق، والعاقبةِ الحميدة، وصلاحِ النفس، والأهلِ والذرية، وإنزالِ الغيث، وكثرةِ المال، والولد، وكسبِ الحسنات، وغيرِ ذلك من الفوائد.
إن الاستغفار ينبغي أن يكون بتذلل وتضرع وانكسار، وخضوع وافتقار، وبعيون دامعة، وقلوب خاشعة، ونفوس إلى رحمة ربها وصفحه وفضله طامعة, وينبغي أن يكون معه حرارة الابتهال، والصدق في السؤال، والتضرع في الحال، والشعور بالفقر إلى المغفرة في الاستقبال.

ويستحب أن يكون متواصلاً بالليل والنهار، وبالأخص في الأسحار،
حينما ينـزل الكريم الجبار بعظمته وعزته ورحمته إلى السماء الدنيا، وينادي عباده بنداء لطيف: لنيل مصالحهم، وغفران زلاتهم، وقضاء حاجاتهم، فعَنْ أَبِي هريرةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:« يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ » أخرجه البخاري(1145).

جاء رجلُ إلى الحسن البصري - رحمه الله تعالى
- يشكو إليه الجدب والقحط فأجابه قائلاً:" استغفر الله"، ثم جاءه رجلُ آخر يشكو الحاجة والفقر فقال له:" استغفر الله "، ثم جاءه ثالث يشكو قلة الولد فقال له:" استغفر الله"، فعجب القوم من إجابته، حاجات مختلفة ودواء واحد، فأرشدهم بفقهه إلى الفقه الإيماني، والفهم القرآني، والهدي النبوي، وتلا قول الحق تبارك وتعالى:{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح:10-12]، تفسير القرطبي(18/302).

قال سفيان الثوري - رحمه الله تعالى
- دخلت على جعفر بن محمد، فقال: «إذا كثرت همومك فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار، وإذا تداركت عليك النعم فأكثر حمدًا لله» الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين: (1/381).

وعلى المسلم وهو يستغفر بلسانه أن يحرص على حضور قلبه، فأفضل الذكر والاستغفار ما واطء فيه القلب اللسان.

إن للاستغفار أثر عظيم في محو الذنوب، فهما بلغت من كثرتها، وعظم عدها فإن الاستغفار هو لها، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمُ اللَّهَ لَغَفَرَ لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُخْطِئُوا لَجَاءَ اللَّهُ  بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ». أخرجه الإمام أحمد(3/238)،والحاكم في المستدرك(4/274)، والطبراني في الدعاء(1805)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(1951).
وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:« قَالَ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ: لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ: إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ». أخرجه الترمذي(3540)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة(127).
قال علي - رضي الله عنه -: حدثني أبو بكر - رضي الله عنه - وصدق أبو بكر أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له». ثم قرأ هذه الآية:{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران: 135]» أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب، وصححه الألباني (2/125).
من سره أن تسره صحيفته يوم القيامة فليكثر من الاستغفار، قال - صلى الله عليه وسلم -:«من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار» أخرجه الطبراني في الأوسط(939)، والبيهقي في الشعب(1/440) من حديث ابن الزبير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(2299).

قال عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز:
«رأيت أبي في النوم بعد موته كأنه في حديقة فرفع إلي تفاحات فأولتُهن بالولد فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل قال: الاستغفار يا بني» المنامات لابن أبي الدنيا(ص:29).

أخي الكريم: إن صيغ الاستغفار كثيرة، وهو يحصل بأيها قال، ومنها قول:

أستغفر الله وأتوب إليه، أو قول: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، أو يقول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم، لكن أكمل صيغه للاستغفار ما سماه النبي المختار بسيد الاستغفار، فعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: « سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ». ثم قَالَ:« مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » أخرجه البخاري(5947).

وختاماً، أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وطلب مرضاته، والإنابة إليه، والفوز بجنته، والحمد لله رب العالمين.








أعجبك الموضوع...لا تقل شكرا...ولكن قل ...اللهم أغفر له و أرحمه وتجاوز عن سيئاته وأجعله من المحسنين
الموضوع الأصلي: العبادة الدواء || الكاتب: دموع الفراق || المصدر: منتديات MOLLABORJAN

عبارات البحث

العاب ، برامج ، حسابات ، MOLLABORJAN منتديات ، كوكيز , مواقع الرفع .





hgufh]m hg],hx

 ضع تعليق باستخدام حساب الفيس بوك  










رد مع اقتباس
قبل ان ترسل محتوى الموضوع الى صديق تذكر ان الله يراك لا ترفق كلمات خادشه برسالتك او الصور الخادشة اللهم قد بلغت اللهم فأشهد
أرسل هذا الموضوع إلى صديق
فنان الظلام

الصورة الرمزية فنان الظلام
 
رقم العضوية : 67
تاريخ التسجيل : Nov 2011
مجموع المشاركات : 3,829

رقم المشاركة:[2]
تاريخ المشاركة: [21-02-2012]

افتراضي





اللهم أغفر له و أرحمه وتجاوز عن سيئاته وأجعله من المحسنين








رد مع اقتباس
titousekr
 
رقم العضوية : 1351
تاريخ التسجيل : Feb 2012
مجموع المشاركات : 97

رقم المشاركة:[3]
تاريخ المشاركة: [24-02-2012]

افتراضي





كلام رائع أخي
جزاك الله كل خيرا








رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


القسم الإسلامي = Islamic Section



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة BB code is متاحة
لا تستطيع الرد على المواضيع الابتسامات متاحة
لا تستطيع إرفاق ملفات كود [IMG] متاحة
لا تستطيع تعديل مشاركاتك Forum Rules
الانتقال السريع

العبادة الدواء


Bookmark and Share


All times are GMT -8. The time now is 05:24 PM.


Powered by vBulletin Version 3.8.7

RSS - XML - HTML  - sitemap

 

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات MOLLABORJAN.

Site is Hosted by dimofinf : 
استضافة غير محدودة

جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر كاتبها ... ولا تعبّر عن وجهة نظر الإدارة .

مشاهدة طاقم الإدارة